فالحل والتحقيق كما ذهبنا إليه من أن كون الشئ مفارقا عن المادة ومخالطا لها انما يستحيل فيما لا يتبدل أنحاء وجوداته ونشأته فالنفس قبل التعلق بالبدن لها نحو من الوجود ومع التعلق نحو آخر وبعد التعلق نحو آخر وليس بين هذه الوجودات الثلاثة مباينه تامه لان بينها عليه (1) ومعلولية ووجود العلة لا يغاير وجود المعلول الا بالكمال والنقص ولا وجوده يغاير وجودها الا بالنقص والكمال فتأمل.
وبالجملة فللنفس الانسانية نشأت بعضها سابقه وبعضها لاحقه فالنشئات السابقة على الانسانية كالحيوانية والنباتية والجمادية والطبيعة العنصرية والنشئات اللاحقة كالعقل المنفعل والذي بعده العقل بالفعل وبعده العقل الفعال وما فوقه.