فيهما جميع الحيوانات واما ما أدرك منها أزيد من ذلك وهو تجردها وبقائها بعد انقطاع تصرفها عن هذا البدن فإنما عرف ذلك من كونها محل العلوم وان العلم لا ينقسم ومحل غير المنقسم غير منقسم فالنفس بسيطه الذات وكل بسيطه الذات غير قابل للفناء والا لزم تركبه من قوه الوجود والعدم وفعلية الوجود والعدم هذا خلف هذا غاية عرفانهم بالنفس أو ما يقرب من هذا ومن ظن أنه بهذا القدر عرف حقيقة النفس فقد استسمن ذا ورم، ومن اقتصر في معرفه النفس على هذا القدر فيرد عليه اشكالات كثيره لا يمكنها التفصي عنها.
منها ان كونها (1) بسيطه الذات ينافي حدوثها.
ومنها ان كونها روحانية الحقيقة عقلية يناقض تعلقها بالبدن وانفعالاتها البدنية كالصحة والمرض واللذة والألم الجسمانيين.
ومنها ان بساطتها وتجردها عن المادة ينافي تكثرها بالعدد حسب تكثر الأبدان.
ومما يلزم هؤلاء القوم المنكرين لكون النفس متطورة في الأطوار منقلبه في الشؤون الحسية والخيالية والعقلية ان كل نفس من لدن أول تعلقها بالبدن وحدوثها إلى أقصى مراتب تجردها وعاقليتها ومعقوليتها شئ واحد وجوهر واحد واقع تحت ماهية نوعيه انسانية كوقوع الانسان تحت ماهية جنسية حيوانية.
وأقول ها هنا دقيقه أخرى فيما يلزم هؤلاء القوم وهو انهم معترفون بان النفس (2) فصل اشتقاقي مقوم لماهية النوع المركب منها ومن الجسد في الخارج كالحساسة للحيوان والناطقة للانسان وقائلون (3) بان الجنس والفصل بإزاء المادة والصورة في المركبات الطبيعية وقائلون أيضا ان الفصل المحصل لماهية النوع محصل لوجود جنسه وان