المزكوم لرائحة الورد.
واما الجواب عن الثاني فنقول انه اشكال برأسه في باب التميز بالعوارض قد أورده هذا المورد مع عظم شانه في غير هذا المقام وما قدر على حله ثم حاول دفعه عن هذا المقام فقال هب ان الامر كما قلتموه الا انا نعرف بالبداهة ان كل نوع من أنواع النفوس فإنها مقولة على اشخاص عديده لأنا بالضرورة نعلم أن كل انسان لا يجب ان يكون مخالفا لجميع الناس في الماهية وإذا وجد شخصان من نوع من النفوس فقد تمت الحجة.
أقول: مفاد ما يدريك لعل هذه المعرفة من بداهة الوهم بعد أن أقيمت الحجة القوية عندك على أن الامتياز بالعوارض دون الذاتيات غير ممكن ثم لا يخفى (1) ما في كلامه حيث جزم بالبداهة أولا ان كل نوع من أنواع النفوس مقولة على اشخاص عديده وعلل هذا الجزم بقوله لا يجب ان يكون كل انسان مخالفا لجميع الناس في الماهية.
والذي صح ان يقال في دفع هذا الاشكال هو ان المميز قد يكون ذاتيا للمتميز به عرضيا للامر المشترك فيه ومثل هذا العروض ليس بحسب الوجود بل بحسب الماهية كعروض الفصل لماهية الجنس وعروض الوجود والتشخص لماهية النوع فان امتياز الانسان عن الفرس مثلا بعد اشتراكهما في الحيوانية ولوازمها بالناطق والناطق من عوارض ماهية الحيوان ليس من ذاتياتها ثم عروضه لها لو كان بعد وجودها لكان متوقفا على تميزها وتحصلها بفصل آخر فيلزم التسلسل أو الدور لكن هذا العروض انما يكون في ظرف التحليل العقلي دون ظرف الوجود الخارجي الذي يتحد فيه الجنس والفصل بوجود واحد فلا (2) يلزم ان يكون تميز المميز الفصلي للنوع الذي يتميز