والاشتراك هو الوجود المادي والتشخص الجسماني الذي يلزمه وضع خاص وأين خاص ومقدار خاص فتختلف نسبه هذا الشخص إلى غيره من الاشخاص الجسمانية والهويات المادية ذوات الأوضاع المختلفة وليس (1) عندنا اعتبار كون الصورة العقلية كليه مشتركا فيها غير واعتبار كونها موجودة متشخصة بتشخص غير لان ذلك الوجود نحو آخر من الوجود أشد وأوسع من أن ينحصر في حد جزئي ويقصر رداؤه عن الانسحاب على كثيرين متوافقين في سنخ ذلك المعنى المحمول وجميع المعاني (2) والماهيات في أنفسها وبحسب حد معناها مما لا يأبى عنه الحمل على كثيرين.
وكذلك إذا وجدت بوجود عقلي غير مقيد بوضع خاص ومقدار خاص إذ الوجود العقلي نسبتها إلى جميع الأوضاع والمقادير والأمكنة نسبه واحده فالصورة العقلية لماهية الانسان من حيث وجودها مشترك فيها بين كثيرين من نوعها ومن حيث ماهيتها ومعناها محموله على كثيرين.
ثم انك قد علمت من طريقتنا في العقل والمعقولات ان التعقل ليس بحلول الصورة المعقولة في الجوهر العاقل حتى يكون صوره الجوهر عرضيا ويلزم الاشكالات المذكورة في الوجود الذهني وهاهنا ومباحث علم الباري بل الصورة العقلية للجواهر جواهر قائمه بذواتها وبمبدعها وهي في باب الوجود والتجوهر أقوى من ما هي صورتها من الصور الخارجية المادية لكونها مفتقرة الوجود إلى المواد المتجددة الانفعالات والاستحالات.
واما الكلام في صحه هذا البرهان ودلالتها على تجرد النفوس.