مدركه للكليات وليست كذلك فاذن البهيمة تطلب ما يلائم لنفسها وادراكها له يستلزم ادراكها لنفسها المخصوصة فان العلم بإضافة امر إلى امر يقتضى العلم بكلا المتضائفين.
قال المجيب ان نفس الانسان تشعر ذاتها بذاتها ونفوس الحيوانات الاخر لا تشعر ذواتها بذواتها بل بأوهامها في آلات أوهامها كما تشعر بأشياء آخر بحواسها وأوهامها في آلات تلك الحواس والأوهام فالشئ الذي يدرك المعنى الجزئي الذي لا يحس وله علاقة بالمحسوس هو الوهم في الحيوانات وهو الذي تدرك به أنفس الحيوانات ذواتها لكن ذلك الادراك لا يكون بذواتها ولا في آله ذواتها التي هي القلب بل في آله الوهم بالوهم كما انها تدرك بالوهم وبآلته معان آخر فعلى هذا ذوات (1) الحيوانات مره في آله ذواتها وهي القلب (2) ومره في آله وهمها وهي مدركه من حيث هي في آله الوهم.
قال السائل فما البرهان على أن شعورنا بذواتنا ليس كشعور الحيوانات.
قال المجيب لان القوة المدركة للكليات يمكنها ان يدرك ماهية ذاتها مجرده عن جميع اللواحق الغريبة فإذا شعرنا بذاتنا الجزئية المخلوطة بغيرنا شعرنا بواحد مركب من أمور نحن شاعرون بكل واحد منها من حيث يتميز عن الاخر وأعني بتلك الأمور حقيقة ذاتنا والأمور المخالطة لها ويجوز ان يتمثل لنا حقيقة ذاتنا وان كانت سائر الأمور غائبة عنا وادراك الحيوانات لذواتها ليس على هذا الوجه فظهر الفرق.