لذاته يفهم منه معان ثلاثة: أحدها ان ذاته لا تتعلق في وجوده بغيره.
الثاني ان (1) ذاته ليست حاله في غيره مثل البياض في الجسم وهذان القسمان باطلان لأنهما سلبيتان والمدركية امر ثبوتي وهو عبارة عن حصول صوره المعلوم للعالم.
والثالث ان ذاته مضافة إلى ذاته وذلك أيضا محال لان الإضافة تقتضي الاثنينية والوحدة تنافيها لا يقال إن المضاف والمضاف إليه أعم مما إذا كان كل واحد هو الاخر أو غيره ولا يمكن نفى العام بنفي الخاص فان هذه مغالطة لفظيه كما إذا قيل المؤثر يستدعى اثرا وذلك أعم من أن يكون المؤثر هو الأثر أو غيره فيلزم منه صحه ان يكون الشئ مؤثرا في نفسه فكما ان ذلك باطل فكذا هاهنا.
قال المجيب حقيقة الذات شئ وتعينها غير والجملة التي هي الأصل والتعين شئ آخر وهذا لا يختلف سواءا كان التعين من لوازم الماهية كما في الاله والعقول الفعالة أو لا يكون كذلك كما في الأنواع المتكثرة بأشخاصها في الوجود وهذا القدر من الغيرية يكفي في صحه الإضافة ولهذا التحقيق صح منك ان تقول ذاتي وذاتك.
أقول هذا الجواب ضعيف فان البسيط الحقيقي المتشخص بذاته ليس فيه اعتباران متغايران الذات والتعين وقد سبق حل هذا الشك الواقع في علم البسيط بذاته في مبحث تحقيق المضاف وتحقيق مسألة العلم.
قال السائل هذه الحجة منقوضة بادراك الحيوانات أنفسها مع أن أنفسها غير مجرده ولا يلتفت إلى قول من ينكر ادراكها لذواتها لأنها تطلب الملائم وتهرب عن المنافر وليس طلبها لمطلق الملائم والا لكان طلبها لملائم غيرها كطلبها وأيضا لو كانت طالبه للملائم المطلق لكانت طالبه للملائم من حيث هو ملائم وذلك كلي فتكون البهيمة