أقول هذا في الحقيقة (1) رجوع عن (2) هذه الحجة إلى الحجة الأولى والحق ان نفوس الحيوانات مدركه لذواتها بنفس ذواتها ادراكا خياليا لا باله الخيال بل بهوياتها الادراكية وذلك يقتضى تجردها عن أبدانها الطبيعية دون الصور الخيالية وقد مر منا البرهان على تجرد النفوس الخيالية عن هذا العالم والفرق بين نفوسها ونفوس خواص الانسان ان هذه النفوس تدرك ذاتها مجرده عن جميع الابعاد والصور والاشكال وغيرها.
قال السائل ليس إذا أمكننا ان نميز ذواتنا عما يخالطها في الذهن وجب ان يصح ذلك في الخارج يعنى هذا التفصيل شئ نفعله ونفرضه في أذهاننا وان ما عليه الوجود بخلاف ذلك وهذا غير مختص بما إذا أدركنا ذواتنا كليه أو جزئيه مخلوطة.
ثم التحقيق (3) ان كل ما يدرك شيئا فله ذلك المدرك كليا كان أو جزئيا