في الخارج في تمام الماهية والا لجاز ان يكون السواد مثل البياض في تمام الماهية لان المناسبة بين السواد والبياض لاشتراكهما في كونهما عرضين حالين في محل محسوس أتم من المناسبة بين المعقول من السماء الذي هو عرض غير محسوس حال في محل كذلك وبين السماء الموجودة التي هي جوهر موجود محسوس في الخارج محيط بالأرض.
والجواب ان المعقول من الشئ هو ماهيته التي هو بها هو موجودة بوجود غير جسماني ذي وضع وإشارة فقول القائل ان المعقول من السماء ليس بمساو للسماء الموجودة ان أراد به ان أحدهما معقول والاخر محسوس كان (1) صادقا وان أراد به ان المعقول من السماء ليس ماهية السماء فهو كاذب وان أراد به ان أحدهما جوهر والاخر عرض فليس كذلك كما مر.
واعلم أن المحقق الطوسي ره سلم في الجواب الذي ذكره عن هذا البحث في شرح الإشارات كون السماء المعقولة عرضا في محل مجرد وبين الفرق بين نسبه المعقول من السماء إلى محسوسها وبين مناسبة السواد والبياض بان الفرق بين الأولين فرق بين الطبيعة المحصلة تارة مع عوارض وتارة مع مقابلتها والفرق بين السواد والبياض فرق طبيعة الجنسية المحصلة تارة مع فصل يقومها نوعا وتارة مع فصل آخر يقومها نوعا مضادا للأول.
أقول: (2) ان التجريد عن العوارض المقارنة للماهية ليس من شرائط معقولية تلك الماهية إذ للعقل ان يتصور ماهية الانسان مثلا مع جميع عوارضه وصفاته ونعوته من كمه وكيفه وأينه ووضعه ومتاه وكذا بشكله وأعضائه وجوارحه كل ذلك على الوجه العقلي الكلى كما ثبت في باب علم الباري بالجزئيات والشخصيات على وجه عقلي