وان أعطينا اسم النفس للقوة الفاعلة بالقصد خرجت النفس النباتية واندرجت الباقيتان وان أعطيناه للقوة الفاعلة أفعالا متخالفة خرجت النفس الفلكية ودخلت الأخيرتان وإن زدنا على هذه المعاني شرطا ازداد تخصيصا فإذا كلما احتيل حيله يتناول بها اسم النفس الحيوانية والفلكية يخرج النباتية أو يتناول الحيوانية والنباتية تخرج الفلكية ولا ينبغي ان يغتر العاقل بما يجده من اختلاف حركات الأفلاك طولا وعرضا حتى يظن أنها أفعال متقابلة فان لكل واحد من تلك الأفاعيل مبدءا واحدا وجهه واحده لا يتغير هذا ما ذكروه من الاشكال وقد عرفت حله بتفسير معنى الاله ولا حاجة إلى اعتبار الرأي المحتمل الغير المعلوم في باب الفلكيات حسبما قاله الشيخ من أن الأجسام السماوية فيها مذهبان:
أحدهما مذهب من يرى أن كل فلك ذي كوكب يجتمع من الكواكب ومن عدد كرات فيه جسم حيواني قد دبرت له نفس يتم فعلها بعده اجزاء ذوات حركه فيكون هي كالآلات وذلك القول لا يتم في جميع الأفلاك والكرات.
وثانيهما مذهب من يرى أن كل كره فلها في نفسها حياه مفرده فيرى جسما محيطا بالكل واحدا لا كثره فيه فهؤلاء يلزمهم ان يروا ان اسم النفس الواقع على النفس الفلكية وعلى النفس النباتية انما يقع بالاشتراك هذا.
ثم اعلم أنه بادخال لفظ ذي الحياة في حد النفس وان خرجت النباتية لكن ليس كما زعمه الشيخ من أنه لا يقع على الفلك والحيوان بمعنى واحد بل بالاشتراك حيث قال إن الحيوانات والفلك لا تشترك في معنى اسم الحياة ولا اسم النطق أيضا لان النطق الذي هاهنا يقع على وجود نفس لها العقلان الهيوليان (1) وليس هذا مما يصح هناك فان النطق هناك عقل بالفعل (2) والعقل بالفعل غير مقوم (3) للنفس الكائنة جزء من