إلى جبرئيل وقواه إشارة إلى رقائقه الممثلة للأنبياء كتمثله في صوره دحية الكلبي للنبي ص (1) وكذلك إسرافيل مع عظم وجوده عند الله وحمله العرش على كاهله ونفخه في الروح الكلى الفلكي الجامع لتفاصيل أرواح الخلائق يتولى النفخ الروحي التفصيلي بكل روح بواسطة رقائقه المتصلة بالأرواح الجزئية وهو في أفقه الاعلى بين يدي ربه لا يشغله شان عن شان لان عامله الذي فيه نحو وجوده الكلى فوق عالم التغيرات الزمانية والتجددات المادية وكذلك الميكائيل ع قائم بين يدي ربه يتلقى منه ما صرف فيه من انزال الغيث واعطاء الأرزاق في كل وقت وزمان لتنزيل تنوعات ما به يحصل أرزاق الخلائق من حجاب إلى حجاب إلى أن يظهر بواسطة ما صرف فيه من قوى عماله من الآدميين وغيرهم في تصوير أنواع الأرزاق البدنية فرقائقه موصله لذلك وحقيقته الكلية لم يبرح من مقامها ولم يتغير عن حالها ولا يشغله شان عن شان وهكذا قياس جميع القوى المدركة والمحركة في أن لكل نوع منها مقامات متعددة متفاوتة في العلو والدنو والشرف والخسة بعضها عقلي صرف وبعضها مثالي وبعضها حسي (2) وبعضها جسماني صرف وأكثر الناس انما وقعوا في الأغلاط والشبه العظيمة لعدم مراعاتهم حقوق كل مرتبه ومقام ونظرهم إلى الأشياء بعين العوراء مثال ذلك اختلافهم في فعل المصورة فطائفة نسبوا هذه الأفاعيل إلى قوه جسمانية عديمه الشعور فأبطلوا حق الله وحق ملائكته المقربين فعميت بصرهم اليمنى ونظروا بالعين العوراء إلى عالم الخلق دون عالم الامر وطائفة أخرى نسبوا أفعال المصورة من التشكيل والتخليق المتغير الفاسد المتجدد والهابط في مهوى النزول إلى ذات الله فهؤلاء أبطلوا حق عباد الله وعزلوا عن الافعال من نصبهم الله لها فعميت بصيرتهم اليسرى وأرادوا ان ينظروا بالعين العوراء إلى الحق دون الخلق
(١٢٨)