الرقائق الحسية موجودة بحكم التبعية والاندراج فالحقائق (1) بكلياتها في وجودها العلوي الإلهي لا ينتقل ورقائقها بحكم الاتصال والإحالة والشمول لسائر المراتب تتنزل وتتمثل في قوالب الأشباح والأجرام كما مر من معنى نزول الملائكة على الخلق بأمر الله والرقيقة (2) هي الحقيقة بحكم الاتصال وانما التفاوت بحسب الشدة والضعف والكمال والنقص الا ترى إلى عزرائيل وقيام حقيقته الكلية بين يدي الله وحمله لاحد أركان عرش الله الأعظم وعظم منزلته وحضرته لا يبرح عن مقامه ولا يتزحزح ولكن رقائقه وجنوده بحكم احاطته وتنزلاته وتصرفاته فيما تحته قائمه بأنفس الخلائق فلكل نفس (3) منفوسة رقيقة من حقيقته الكلية هي المباشرة لقبض تلك النفس والعمالة لأجلها على شاكله عمله من جذب الأغذية وتجريد العلوم من محسوساتها وتجريد المحسوسات عن موادها الجزئية وهو في مقامه الأصلي بين يدي الله تعالى لا يشغله شان عن شان وكذلك الحقيقة الكلية الجبرئيلية من عالم امر الله واقفه بين يدي الله وكل من كان في ذلك فهو مضاف إليه تعالى إذ لا يتشرف بتشريف هذه الإضافة الا من كان من أهل القدس والتجرد وحقيقة جبرئيل من هذا القبيل ولذلك يتلقى من ربه ما ينزل بواسطة رقائقه الممثلة المتصلة بسائر من يتصل به باطنهم من نبي ورسول وحيا كفاها وصراحا أو وارث وولى الهاما وتعليما بأنواع التمثيلات والتعليمات كما قال الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا وقال علمه شديد القوى فالشديد القوى إشارة
(١٢٧)