وما وصفه الحق به وهو قوله وان من شئ الا يسبح بحمده ووصف (1) الكل بالسجود وما جعل لواحد منهم أمرا في العالم ولا نهيا ولا خلافه ولا تكوينا عاما وجعل ذلك للانسان الكامل فمن أراد ان يعرف كماله فلينظر في نفسه في امره ونهيه وتكوينه بلا واسطه لسان ولا جارحه ولا مخلوق غيره فان صح المضاء في ذلك فهو على بينه من ربه في كماله فإنه عنده شاهد منه أي من نفسه في امره ونهيه وتكوينه بلا واسطه وهو ما ذكرناه فان امر أو نهى أو شرع في التكوين بواسطة جارحه من جوارحه فلم يقع شئ من ذلك أو وقع في شئ دون شئ ولم يعم مع عموم ذلك بترك الواسطة فقد كمل ولا يقدح في كماله ما لم يقع في الوجود عن امره بالواسطة فان الصورة (2) الإلهية
(١٤١)