في الأوردة والشرايين وتلك القوى أيضا مع اختلافها وتشعبها يجتمع في وجود النفس وتتحد بها النفس كاتحاد العقل بالمعقولات بالفعل وبالجملة القوى السافلة تتفرع وتتوزع عند انفصالها وفيضانها عن القوى العالية ثم تفعل أفاعيلها المختلفة على حسب اغراض تلك القوى العالية خدمه وطاعة إياها وان لم يكن لها شعور بتلك الاغراض والغايات كما أن القوة الجاذبة والهاضمة والدافعة تفعل فعلها لأغراض النفس في تدبيرها للبدن وليس للجاذبة والهاضمة شعور بذلك الغرض بالاستقلال ولكن على حسب التبعية والاتصال بالنفس وكذلك في القوى الادراكية فان قوه السمع وقوة البصر يفعلان فعلهما لغرض النفس وادراكهما عين ادراك النفس وللنفس (1) في ذاتها سمع وبصر وشم وذوق ولمس ولذلك (2) يصدر عنها هذه الادراكات في النوم عند تعطل هذه الحواس الظاهرة فكل من هذه المشاعر إذا فعل فعله فإنما يفعل خدمه وطاعة للنفس على حسب الجبلة فهكذا حكم القوة المصورة في تصوير
(١٢٢)