العميق فترات طويلة ينقطع فيها عما حوله شأن نوابغ العلم.
وكان رحمه الله دائم الاشتغال قلما ينقطع عن العمل العلمي، وكانت أوقاته موزعة على التفكير والتدريس والكتابة والبحث إلا ما يخصصه من وقته للعبادة والراحة.
وكان رحمه الله معروفا بالزهد معرضا عن الدنيا وترفها وزخرفها وبهجتها مقبلا على العبادة وعلى أعماله العلمية قلما يشغله شئ منهما بسيطا في معاشه وحياته الشخصية، يعيش كما يعيش عامة الناس، ويرضى من الحياة الدنيا بأدناها وأقلها.
وكان مع ذلك لطيف المعشر حاضر النكتة، متواضعا جم التواضع يحبه تلاميذه وينشدون إليه، ويحفظ عنه تلاميذه قصصا كثيرة عن أخلاقه وتواضعه وحبه لهم وتعلقهم به.
مارس التدريس على مستوى بحث الخارج في الفقه والأصول ستين عاما، وهي أطول فترة نعرفها للتدريس على هذا المستوى بين فقهائنا المعاصرين.
وقد ألف خلال هذه الفترة كتبا جليلة في الفقه والأصول، نذكر منها:
1 - دورة فقهية كاملة في شرح التبصرة، طبع منها كتاب الطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم والاعتكاف والقضاء والشهادات والمكاسب ونأمل إن شاء الله أن يخرج منها ما تبقى من أجزائها.
2 - حاشية على (كفاية الأصول) لأستاذه الخراساني (الآخوند)، والكتاب تحت الطبع وهو من منشورات مؤسسة النشر الاسلامي.
3 - حاشية على كتاب (فوائد الأصول) تقريرات بحث المحقق النائيني رحمه الله، وهذه التعليقة تشرح مواضع الاختلاف بين مدرستي العلمين في النجف الأشرف وهما مدرسة المحقق النائيني ومدرسة المحقق العراقي. وهذا الكتاب يجمع بشكل دقيق ومركز مواضع الاختلاف بين هاتين المدرستين في عصر ازدهار علم الأصول في النجف الأشرف. وكنا نتمنى أن يخرج هذا الكتاب إلى أيدي المحققين والعلماء حتى قيض الله تعالى مؤسسة النشر الاسلامي لاخراج هذا الأثر القيم متنا وتعليقا.
4 - حاشية استدلالية على العروة الوثقى وهي التي بين أيدينا الآن.
5 - مقالات الأصول، وهي خلاصة وافية لآراء المحقق العراقي في الأصول كتبها بنفسه.
وله رحمه الله مؤلفات ومصنفات أخرى في الأصول والفقه ضاع جملة منها وبقي بعضها مخطوطا إلى هذا اليوم.