وأشدهم شوكة ومواطنهم جميعا بالمغرب الأوسط وبنو وماتوا منهم إلى جهة المشرق عن وادى ميناس ومرات وما إليها من أسافل شلب وبنو يلومين بالعدوة الغربية منه بالجعبات والبطحاء وسبد وسيرات وجبل هوارة وبنى راشد (وكان لمغراوة) وبنى يفرن التقدم عليهم في الكثرة والقوة ولما غلب بلكين بن زيرى مغراوة وبنى يفرن على المغرب الأوسط وأزاحهم إلى المغرب الأقصى بقيت هاتان القبيلتان بمواطنهما واستعملهم صنهاجة في حروبهم حتى إذا تقلص ملك صنهاجة عن المغرب الأوسط واعتزوا عليهم واختص الناصر بن علناس صاحب القلعة ومختط بجاية بنى وماتوا هؤلاء بالولاية فكانوا شيعا لقومه دون يلومى وكانت رياسة بنى وماتوا في بيت منهم يعرفون ببني ماخوخ وأصهر المنصور بن الناصر إلى ماخوخ منهم في أخته فزوجها إليه فكان لهم بذلك مزيد ولاية في الدولة ولما ملك المرابطون تلمسان أعوام سبعين وأربعمائة وأنزل يوسف بن تاشفين بها عامله محمد تينعمر المسوفي ودوخ أعمال المنصور وملك أمصارها إلى أن نازل الجائر وهلك فولى أخاه تاشفين على عمله فغزا أشير وافتتحها ومدها وكان لهذين الحيين في مظاهرته وامداده أحقد عليهم المنصور بعدها وأغرى بنى وماتوا في عساكر صنهاجة؟؟ له ماخوخ فهزمه وأتبعه منهزما إلى بجاية وقتل لدخله إلى قصره قتلته زوجه أخت ماخوخ تشفيا وضعفا ثم نهض إلى تلمسان في العساكر واحتشد العرب من الأثبج ورياح وزغبة ومن لحق به من زناتة وكانت الغزاة المشهورة سنة ست وثمانين أبقى فيها ابن تينعمر المسوفي بعد استمكانه من البلد كما ذكرناه في أخبار صنهاجة ثم هلك المنصور وولى ابنه العزيز وراجع ماخوخ ولايته وأصهر إليه العزيز أيضا في ابنته فزوجها إياه واعتز البدو في نواحي المغرب الأوسط واشتعلت نار الفتنة بين هذين الحيين من بنى وماتوا وبنى يلومى فكانت بينهم حروب ومشاهد وهلك ماخوخ وقام بأمره في قومه بنوه تاشفين وعلى وأبو بكر وكان أحياء زناتة الثانية من بنى عبد الواد وتوجين وبنى راشد وبنى ورسفان من مغراوة مددا؟؟ وربما ماد بنو مزين إخوانهم بنى يلومى لقرب مواطنهم منهم إلا أن زناتة الثانية لذلك العهد مغلوبون لهذين الحيين وأمرهم تبع لهم إلى أن ظهر أمر الموحدين وزحف عبد المؤمن إلى المغرب الأوسط في اتباع تاشفين بن علي وتقدم أبو بكر بن ماخوخ ويوسف بن زيد من بنى وماتوا إلى طاعته ولحقوه بمكانه من أرض الريف فسرح معهم عسكر الموحدين لنظر؟؟ بن واندين بن؟؟ بن يغمور فأثخنوا في بلاد بنى يلومى وبنى عبد الواد ولحق صريخهم بتاشفين بن علي بن يوسف فأمدهم بالعساكر ونزلوا منداس واجتمع لبنى يلومى بنو ورسفان من مغراوة
(٥٥)