وبنى توجين من بنى بادين وبنو عبد الواد منهم أيضا وشيخهم حمامة بن مظهر وبنو يكناس من بنى مزين وأوقعوا ببني وماتوا وقتلوا أبا بكر في ستمائة منهم واستنقذوا غنائمهم وتحصن الموحدون وفل بنى وماتوا بجبل سيرات ولحق تاشفين بن ماخوخ صريخا بعبد المؤمن وجاء في جملته حتى نزل تاشفين بن علي بتلمسان ولما ارتحل في أثره إلى وهران كما قدمناه سرح الشيخ أبو حفص في عساكر الموحدين إلى بلاد زناتة فنزلوا منداس وسط بلادهم وأثخنوا فيهم حتى أذعنوا لطاعته ودخلوا في الدعوة ووفد على عبد المؤمن بمكانه من حصار وهران مقدمهم سيد الناس بن أمير الناس شيخ بنى يلومى وحمامة بن مطهر شيخ بنى عبد الواد وعطية الحيو شيخ بنى توجين وغيرهم فتلقاهم بالقبول ثم انتقضت زناتة بعدها وامتنع بنو يلومى بحصنهم الجعبات ومعهم شيخهم سيد الناس مدرج ابنا سيد الناس فحاصرتهم عساكر الموحدين وغلبوهم عليها وأشخصوهم إلى المغرب ونزل سيد الناس بمراكش وبها كان مهلكه أيام عبد المؤمن وهلك بعد ذلك بنو ماخوخ (ولما) أخذ أمير هذين الحيين في الانتقاض جاذب بنو يلومى في تلك الأعمال بنو توجين وشاجروهم في أحوله ثم واقعوهم الحرب في جوانبه وتولى ذلك فيهم عطية الحيو شيخ بنى تجين وصلى بنارها معه منهم بنو منكوش من قومه حتى غلبوهم على مواطنهم وأذلوهم وأصاروهم جيرانا لهم في قياطينهم واستعلى بنو عبد الواد وتوجين على هذين الحيين وغيرهم بولايتهم للموحدين ومخالطتهم إياهم فذهب شأنهم وافترق قيطونهم أوزاعا في زناتة الوارثين أوطانهم من عبد الواد وتوجين والبقاء لله سبحانه (ومن بطون بنى وماتوا هؤلاء بنو يامدس) وقد يزعم زاعمون انهم من مغراوة ومواطنهم متصلة قبلة المغرب الأقصى والأوسط وراء العرق المحيط بعمرانها المذكور قبل واختطوا في المواطن القصور والأطم واتخذوا بها الجنات من النخيل والأعناب وسائر الفواكه فمنها على ثلاثة مراحل قبلة سجلماسة ويسمى وطن توات وفيه قصور متعددة تناهز المائتين أخذت من المشرق إلى المغرب وآخرها من جانب المشرق يسمى تمنطيت وهو بلد مستبحر في العمران وهو محط ركاب التجر المترددين من المغرب إلى بلد مالي من السودان لهذا العهد ومن بلد مالي إليه وبينه وبين ثغر بلاد مالي المسمى غا؟؟ المفازة المجهلة لا يهتدى فيها للسبيل ولا يمر الوارد الا بالدليل الخبير من الملثمين الظواعن بذلك القفر يستأجره التجار على الدربة بهم فيها بأوفر الشروط وكانت بلد بودى وهي أعلى تلك القصور بناحية المغرب من بادية السوس هي الركاب إلى والاتن الثغر الآخر من أعمال مالي ثم أهملت لما صارت الاعراب بادية السوس يغيرون على سابلتها ويعترضون رفاقها فتركوا تلك ونهجوا الطريق إلى
(٥٦)