لنفسه وصمد إليه عثمان بن عبد الرحمن ومعه أخوه أبو ثابت وقومهما فملكوا تلمسان من يد ابن جرار وحبسوه ثم قتلوه واستبد أبو سعيد بملك تلمسان وأخوه أبو ثابت يردفه وركب السلطان أبو الحسن البحر من تونس وغرق أسطوله ونجا هو إلى الجزائر فاحتل بها وأخذ في الحشد إلى تلمسان فرأى أبو سعيد أن يكف غربه عنهم بمواصلة تقع بينهما واختار لذلك الخطيب ابن مرزوق فاستدعاه وأسر إليه بما يلقيه عند السلطان أبى الحسن وذهب لذلك على طريق الصحراء وأطل أبو ثابت وقومه على الخبر فنكروه على أبي سعيد وعاتبوه فأنكر فبعثوا صغير بن عامر في اعتراض ابن مرزوق فجاء به وحبسوه أياما ثم أجازوه البحر إلى الأندلس فنزل على السلطان أبى الحجاج بغرناطة وله إليه وسيلة منذ اجتماعه به بمجلس السلطان أبى الحسن بسبتة اثر واقعة طريف فرعى له أبو الحجاج ذمة تلك المعرفة وأدناه واستعمله في الخطابة بجامعة بالحمراء فلم يزل خطيبه إلى أن استدعاه السلطان أبو عنان سنة أربع وخمسين بعد مهلك أبيه واستيلائه على تلمسان وأعمالها فقدم عليه ورعى وسائله ونظمه في أكابر أهل مجلسه وكان يقرأ الكتب بين يديه في مجلسه العلى ويدرس في نوبته مع من يدرس في مجلسه منهم ثم بعثه إلى تونس عام ملكها سنة ثمان وخمسين ليخطب له ابنة السلطان أبى يحيى فردت تلك الخطبة وأخيف بتونس ووشى إلى السلطان أبى عنان أنه كان مطلعا على مكانها فسخطه لذلك ورجع السلطان من قسنطينة فثار أهل الأندلس بمن كان بها من عماله وحاميته واستقدموا أبا محمد بن تافراكين من المهدية فجاء وملك البلد وركب القوم الأسطول ونزلوا بمراسي تلمسان وأو عز السلطان باعتقال ابن مرزوق وخرج لذلك يحيى بن شعيب من مقدمي الحجاب ببابه فلقيه بتا سالت فقيده هنالك وجاء به فأحضره السلطان وقرعه ثم حبسه مدة وأطلقه بين يدي مهلكه واضطربت الدولة بعد موت السلطان أبى عنان وبايع بعض بنى مرين لبعض الأعياص من بنى يعقوب بن عبد الحق وحاصروا البلد الجديد وبها ابنه السعيد ووزيره المستبد عليه الحسن بن عمر وكان السلطان أبو سالم بالأندلس غربه إليها أخوه السلطان أبو عنان مع بنى عمهم ولد السلطان أبى على بعد وفاة السلطان أبى الحسن وحصولهم جميعا في قبضته فلما توفى أراد أبو سالم النهوض لملكه بالمغرب فمنعه رضوان القائم يومئذ بملك الأندلس مستبدا على ابن السلطان أبى الحجاج فلحق هو بإشبيلية من دار الحرب ونزل على بطرة ملكهم يومئذ فهيأ له السفن وأجازه إلى العدوة فنزل بجبل الصفيحة من بلاد غمارة وقام بدعوته بنو مسير وبنو منير أهل ذلك الجبل منهم ثم أمدوه واستولى على ملكه في خبر طويل ذكرناه في أخبار دولته وكان ابن مرزوق يداخله وهو بالأندلس ويستخدم له ويفاوضه في أموره وربما
(٣٩٧)