وهامت على عبد المهيمن تونس * وقد ظفرت منه بوصل وقربان وما علقت منى الضمائر غيره * وان هويت كلا بحب ابن رضوان وكتب هذا الشاعر صاحبنا الرحوي يذكر عبد المهيمن بذلك لهى النفس باكتساب وسعى * وهو العمر في انتهاب وفى وأرى الناس بين ساع لرشد * يتوخى الهدى وساع لغى وأرى العلم للبرية زينا * فتزيا منه بأحسن زي وأرى الفضل قد تجمع كلا * في ابن عبد المهيمن الحضرمي ثم يقول في آخرها ينبغي القرب من مراقي الأماني * والترقي للجانب العلوي فأنلها مرامها مستهلا * كل دان يسعى وكل قصي ثم كانت واقعة العرب على السلطان بالقيروان فاتح تسع وأربعين فشغلوا عن ذلك ولم يظفر هذا الرحوي بطلبته ثم جاء الطاعون الجارف فطوى البساط بما فيه وهلك عبد المهيمن فيمن هلك ودفن بمقبرة سلفنا بتونس لخلة كانت بينه وبين والدي رحمه الله أيام قدومهم علينا فلما كانت وقعة القيروان ثار أهل تونس بمن كان عندهم من أشياع السلطان أبى الحسن فاعتصموا بالقصبة دار الملك حيث كان ولد السلطان وأهله وانتقض عليه ابن تافراكين وخرج من القيروان إلى العرب وهم يحاصرون السلطان وقد اجتمعوا على أبي دبوس وبايعوا له كما مر في أخبار السلطان فبعثوا ابن تافراكين إلى تونس فحاصر القصبة وامتنعت عليه وكان عبد المهيمن يوم ثورة تونس وقد سمع الهيعة خرج من بيته إلى دارنا فاختفى عند أبي رحمه الله وأقام مختفيا عندنا نحوا من ثلاثة أشهر ثم نجا السلطان من القيروان إلى سوسة وركب البحر إلى تونس وفر ابن تافراكين إلى المشرق وخرج عبد المهيمن من الاختفاء وأعاده السلطان إلى ما كان عليه من وظيفة الولاية والكتابة وكان كثيرا ما يخاطب والدي رحمه الله ويشكره على موالاته ومما كتب إليه وحفظته من خطه محمد ذو المكارم قد ثناني * فعال شكره أبدا عناني جزى الله ابن خلدون حياة * منعمة وخلدا في الجنان فكم أولى ووالى من جميل * وبر بالفعال وباللسان وراعى الحضرمية في الذي قد * جنى من وده ورد الحنان أبا بكر ثناؤك طول دهري * أردد باللسان وبالجنان وعن علياك ما امتدت حياتي * أكافح بالحسام وباللسان
(٣٨٧)