الدين منهما بالطاغية سنة ثلاث ثم أجاز البحر من قرطاجنة إلى السلطان يوسف ابن يعقوب من معسكره من حصار تلمسان واستقر في جملته حتى إذا هلك السلطان تصدى ابنه أبو سالم للقيام بأمره وكان مغلبا مضعفا فلم يتم أمره وتناول الملك أبو ثابت حافد السلطان واستولى عليه وفر أبو سالم عشى مهلكه ومعه من القرابة جمال الدين هذا وأعمامه العباس وعيسى وعلى بنو رحو بن عبد الله فتقبض عليهم في طريقهم بمديونة وسيقوا إلى السلطان أبى ثابت فقتل عمه أبا سالم وجمال الدين ابن موسى بن رحو وامتن على الباقين واستحياهم وانصرف السلطان بعدها إلى الأندلس فكانت له في الجهاد آثار كما ذكرناه قبل وأما بدر الدين فلم يزل بالأندلس مع قومه ومحله من الرياسة والتجلة محله من النسب إلى أن هلك فقام بأمره من بعده ابنه علي بن بدر الدين مزاحما لقومه في الرياسة مباهيا في الترشيح وكان كثيرا ما يعقد له ملوك بنى الأحمر على الغزاة من زناتة المرابطين بالثغور فيما بعد عن الحضرة من قواعد الأندلس مثل مالقة والمرية ووادي آش سبيل المرشحين من أهل بيته وكانت امارة الغزاة بالأندلس مستأثرة بأمر السيف مقاسمة للسلطان أكثر الجباية في الأعطية والارزاق لما كانت الحاجة إليهم في مدافعة العدو ومقارعة ملك المغرب إلى ملك الأندلس يغضون لهم عن استطالتهم عليهم لمكان حاجتهم إلى دفاع العدوين حتى إذا سكن ريح الطاغية بما كان من شغله بفتنة أهل دينه منذ منتصف هذه المائة وشغل بنو مرين أيضا بعد مهلك السلطان أبى الحسن وتناسوا عهد الغلب على أقتالهم وجيرانهم وتناسوا عهد ذلك أجمع فاعتزم صاحب الأندلس على محو هذه الخطة من دولته وأغراه بذلك وزيره ابن الخطيب كما ذكرناه حرصا على خلاء الجو له فتقبض على يحيى ابن عمر وبنيه سنة أربع وستين كما ذكرناه وعقد على الغزاة المجاهدين لابنه ولى عهده الأمير يوسف ومحا رسم الخطة لبنى مرين بالجملة إلى أن توهم فناء الحامية منهم بفناء بيوت العصبية الكبرى فراجع رأيه في ذلك وكان علي بن بدر الدين خالصة له وكان مقدما على الغزاة بوادي آش ولما لحق السلطان به ناجيا من النكبة ليلة مهلك رضوان مانع دونه وظاهره على أمره حتى إذا ارتحل إلى المغرب ارتحل معه ونزلوا جميعا على السلطان أبى سالم سنة احدى وستين كما ذكرناه ولما رجع إلى الأندلس رجع في جملته فكان له بذلك عهد وذمة رعاهما السلطان له وكان يستخلصه ويناجيه فلما تفقد مكان الأمير على الغزاة ونظر من يوليه عثر اختياره على هذا لسابقته ووسائله وما تولاه من نصحه ووقوفه عند حده فعقد له سنة سبع وستين على الغزاة كما كان أولوه فقام بها واضطلع بأمورها واستمرت حاله إلى أن هلك حتف أنفة سنة ثمان وستين ويبقى وجه
(٣٧٧)