غنائم الأيام - الميرزا القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٩
أحدهما عليهما السلام، قال: (لا تصل المكتوبة في الكعبة) (1).
وصحيحة معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام، قال: (لا تصلى المكتوبة في جوف الكعبة، فإن النبي صلى الله عليه وآله لم يدخل الكعبة في حج ولا عمرة، ولكنه دخلها في الفتح فتح مكة، وصلى ركعتين بين العمودين ومعه أسامة بن زيد) (2) ومثلها موثقته (3).
وفي صحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام، قال: (لا تصلح صلاة المكتوبة في جوف الكعبة) (4).
احتجوا (5) بأن القبلة نفس العرصة، لا مجموع البنية، ويكفي منها كل جزء من أجزائها. ويظهر ضعفه مما تقدم.
وموثقة يونس بن يعقوب قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حضرت الصلاة المكتوبة وأنا في الكعبة، أفأصلي فيها؟ قال: (صل) (6). وهي لا تقاوم ما ذكرنا، لكونها موافقة للكتاب والسنة والاستصحاب. والرواية وإن كانت قوية إلا أن رواياتنا أكثر وأصح (7).
ولفظة (لا تصلح) في الرواية الأخيرة وإن سلمنا عدم دلالتها على الحرمة فلا تدل على الكراهة أيضا.
وأما الاعتضاد بالشهرة فهو أيضا غير واضح، لأن الاجماع المنقول لا يقصر عن الشهرة، مع أن في أخبارنا المعلل أيضا، وهو مقدم على غيره، فنحملها

(١) الكافي ٣: ٣٩١ ح ١٨، الوسائل ٣: ٢٤٥ أبواب القبلة ب ١٧ ح ١.
(٢) التهذيب ٥: ٢٧٩ ح ٩٥٣، الاستبصار ١: ٢٩٨ ح ١١٠١، الوسائل ٣: ٢٤٦ أبواب القبلة ب ١٧ ح ٣.
(٣) التهذيب ٢: ٣٨٣ ح ١٥٩٦، الوسائل ٣: ٢٤٦ أبواب القبلة ب ١٧ ذ. ح ٣.
(٤) التهذيب ٥: ٢٧٩ ح ٩٥٤، الوسائل ٣: ٢٤٦ أبواب القبلة ب ١٧ ح ٤.
(٥) المنتهى ١: ٢١٨، الذكرى: ١٦١، روض الجنان: ٢٠٢.
(٦) التهذيب ٥: ٢٧٩ ح 955، الوسائل 3: 246 أبواب القبلة ب 17 ح 6.
(7) كذا.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست