وما وضع صلى الله عليه وسلم لبنة على لبنة، حتى إن درجة من درج الغرفة التي ينام فيها تزلزلت فلم يأذن لأحد في إصلاحها مع أنها زهقت من تحت رجله فانفكت رجله ومكث سبعا وعشرين يوما لا يقدر على الخروج للناس.
فاتبع يا أخي نبيك في ذلك، ثم إنك لو تبعت الحل في كسبك لما وجدت ثمن الطوب الذي تبني به فضلا عن الحجر والرخام، فوالله ثم والله لقد خسر من اتخذ هذه الدار وطنا.
وقد رأيت في المنام شيخ الإسلام زكريا وهو يقول لي قل لولد ولدي زكريا: كن في الدنيا بجسمك وفي الآخرة بقلبك، فإني والله هكذا كنت فاعلم ذلك والله يتولى هداك.
وفي حديث الشيخين في بيان الإسلام والإيمان والإحسان:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل أخبرني عن أماراتها يعني الساعة قال: أن تلد الأمة ربها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
وفي رواية للشيخين: وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذلك من أشراطها يعني الساعة.
وروى أبو داود وابن ماجة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبة على باب رجل من الأنصار فقال: ما هذه؟ قالوا قبة بناها فلان: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ما كان هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها فسأل عنها؟ فأخبر أنه وضعها، لما بلغه عنه فقال يرحمه الله يرحمه الله ومعنى وضعها: هدمها.
وفي رواية لأبي داود مرفوعا: " " أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا بد للإنسان منه مما يستره من الحر والبرد والسباع ونحو ذلك " ".
وفي رواية للطبراني بإسناد جيد مرفوعا:
" " إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبنى " " وفي رواية له أيضا:
" " إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان " ".