الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم السفر الرابع في علم النفس من مبدء تكونها من المواد الجسمانية إلى آخر مقاماتها ورجوعها إلى غاياتها القصوى وفيه أبواب (1) (2)
(1) مراده من هذا المبدء هو المبدء القابلي لأنه مبدء التكون في عالم التكوين الملازم للحركة الذاتية والتجدد الفطري الكوني وهي عبارة على ما ذكره قده عن العناصر الأربعة من حيث تجددها وتعلقها بالقابل المحض والقوة الصرفة المسماة بالهيولى الأولى الشائقة بذاتها للفعليات التي هي متحركة إليها باتباع الصور العنصرية والطبيعية المتحركة بجوهرها وهي لكونها في صرافة القوة ومحوضة القبول لا تكون فاعله بذاتها لوجود النفس ولا لشئ من الأشياء والا لزم خرق الفرض وكذا العناصر لكونها أجساما مقارنه لها لا يمكن أن تكون علة ايجابية لشئ ما مخرجه إياه من العدم إلى الوجود لما هو المقرر في مقره ولأن معطي الشئ اعطاءا ايجابيا يجب ان يكون واجدا له بنحو أعلا إذ المعلول المقتضى بذاته يجب وأن يكون بهويته الشخصية متعينا في مرتبه اقتضاء العلة المقتضية بذاتها له والا لزم استواء النسبة الملازم للترجح بلا مرجح والتخصص بلا مخصص واقتضاء العلة المقتضية بذاتها عين ذاتها والعلة أعلى وجودا من المعلول فيكون المعلول متعينا فيها بنحو أعلى وأشرف من وجوده في مرتبه ذاته والعناصر أخس وجودا من النفس فكيف تكون علة ايجابية لها بل العلة الايجابية لها ولسائر الكمالات الواردة على الهيولى الأولى وعلى الصور الأولية انما هي العناية الصرفة الإلهية بوجه النزول فمنازل فعله تعالى الساري في جميع المراتب البدوية والختمية م ره.
(2) إشارة إلى أن وحده النفس التي هي عين وجودها طور آخر من الوحدة، وهي الوحدة الجمعية الجامعة لنشئات من الوجود بنحو الكثرة في الوحدة بوجه والوحدة في الكثرة بوجه آخر إذ لها وجود جمعي وحداني بحسب أصل ذاتها وصوره صورها ووجود فرقي بحسب فروع أصلها وتوابع ذاتها التي هي عينها بوجه السريان والنزول وهي في وجودها النفساني المأخوذ بوجه الاطلاق عن الجمع والفرق جامعه لجمع وجودها وفرقه فمبدء وجودها هو مرتبه من مراتبه المتقدمة عليها أولا بالزمان المتأخرة عنها أخيرا بالذات والمتقدمات زمانا من مراتبها هي عين المتأخرات ذاتا منها من حيث الذات وغيرها من جهة الحدود الصعودية أولا والنزولية آخرا فتكون دانية في علوها، عاليه في دنوها مقدسة في تدنسها متدنسة في تقدسها مجرده مع تعلقها متعلقه مع تجردها داخله في شعبها وفروعها التي هي منازل فعلها ومناهل لنورها لا كدخول شئ في شئ وخارجه عنها لا كخروج شئ عن شئ من عرف نفسه فقد عرف ربه فافهم ذلك وصنه عن الأغيار الأشرار المنكرين لأسرار التوحيد الذي عبر عند أئمتنا عليهم آلاف التحيه والثناء تارة بالامر بين الامرين الجبر والتفويض وتارة بالمنزلة بين المنزلتين التشبيه والتنزيه وتارة بالخروج عن الحدين الابطال والتشبيه م ره.