الذي لا بخل ولا منع فيه جوهر النفس وحقيقتها فاذن وجود البدن بامكانه الاستعدادي ما يستدعى الا صوره مقارنه له متصرفة فيه بما هي صوره مقارنه ولكن جود المبدء الفياض اقتضى صوره متصرفة ذات حقيقة مفارقه أو ذات مبدء مفارق وكما أن الشئ الواحد يجوز ان يكون جوهرا من جهة وعرضا من جهة أخرى كالصورة الجوهرية الحاصلة في الذهن لما تقرر عندهم انها جوهر مستغن عن الموضوع بحسب الماهية وعرض مفتقر إليه بحسب هذا الوجود الذهني العلمي بل كيف نفساني عندهم وكذا يجوز ان يكون شئ واحد مجعولا من جهة غير مجعول من جهة أخرى كالوجود والماهية لشئ ء واحد فكذلك يجوز ان يكون شئ واحد كالنفس الانسانية مجردا من حيث كونه ذاتا عقلية أو له ذات عقلية ماديا من حيث كونه متصرفا في البدن أو له قوه متصرفة في البدن فإذا كانت النفس مجرده من حيث الذات ومادية من حيث الفعل فهي من حيث الفعل مسبوقه باستعداد البدن حادثه بحدوثه زائلة بزواله واما من حيث حقيقتها الأصلية أو مبدء حقيقتها فغير مسبوقه باستعداد البدن الا بالعرض ولا فاسده بفساده ولا يلحقها شئ من نقائص الماديات الا بالعرض فتدبر.
هذا ما سنخ لنا في سالف الزمان على طريقه أهل النظر مع فضل تنقيح واما الذي نراه الان ان نذكر في دفع هذا السؤال وحل الاعضال فهو ان للنفس الانسانية مقامات ونشأت ذاتية بعضها من عالم الامر والتدبير قل الروح من امر ربى وبعضها من عالم الخلق والتصوير منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم (1) فالحدوث