كالحجر الموضوع بجنب الانسان بل هي صوره كمالية للبدن ونفس له ويتركب منهما نوع طبيعي ومثل هذا الامر كيف يكون مفارقا عن الأجسام والمفارق ليس وجوده هذا الوجود التعلقي وليس كون البدن آله لها ككون المنحت والمنشار آله للنجار حتى يستعملها تارة ويتركها أخرى والذات المستعملة هي كما هي من قبل ومن بعد ولا كونها في البدن ككون الربان في السفينة وصاحب الدار في الدار تدخل فيها وتخرج عنها والسفينة بحالها والدار بحالها فالدليل المذكور لم يدل على بقاء النفس ما دام وجودها النفساني بعد البدن نعم قد دل على أن الجوهر المفارق العقلي غير فاسد بفساد البدن.
بقي النظر في أن النفوس بعضها أو كلها هل يستحيل وجودها إلى وجود جوهر لا تعلق له بالجسم ولا حاجه إلى استعماله والاستكمال به وبقى الكلام في كيفية هذا التحول والانقلاب الجوهري وطرو حاله بها يصير الجوهر المتعلق الوجود بالمادة جوهرا مفارقا عنها وستعلم كيفية هذا عن قريب.
واما الذي ذكروه من أن الفاعل إذا كان منزها عن التغير كان صدور الفعل عنه في وقت دون ما قبله موقوفا على شرط وشرط الحدوث لأمر غنى في وجوده عن ذلك الشرط استحال ان يكون عدمه مستلزما لعدم ذلك الفعل أو مؤثرا فيه كلام لا فائدة فيه فان حدوث (1) الشئ ليس الا وجوده الخاص به وليس حدوث الوجود صفه زائدة على الوجود عارضه له حتى يكون شرطها غير شرط الوجود بل شرط الحدوث وشرط الوجود واحد فإذا عدم (2) الشرط عدم المشروط.
وأيضا لا معنى لكون امر مادي استعدادا أو شرطا لوجود جوهر مفارق الذات