كان سببا استحال انعدام المسبب كما سبق ذكره في مباحث العلة والمعلول فالنفس لو انعدمت لكان انعدامها بسبب انعدام سببها أو شئ من اجزاء سببها التام والأسباب أربعة ويستحيل انعدامها لانعدام سببها الفاعلي لان السبب الفاعلي لها كما سنبين جوهر عقلي مفارق الذات من جميع الوجوه عن المادة فيمتنع عدمه لان الكلام فيه كالكلام في النفس ومحال ان يكون انعدامها لانعدام السبب المادي لأنا قد بينا ان النفس ليست مادية بل مجرده ومحال ان يكون لعدم السبب الصوري لان صوره النفس بعينها ذاتها ، ولأن الكلام في عدم ذلك السبب الصوري كالكلام في عدم النفس فإن كان لعدم صوره أخرى لزم التسلسل ومحال ان يكون لعدم السبب التمامي لهذا الوجه أيضا فيمتنع عدم النفس مطلقا واما الصور والاعراض التي يصح عليها ذلك العدم فذلك لصحة (1)
(٣٨٦)