الصحابة بين النفس والبدن مجرد معيه اتفاقية ليس بينهما علاقة ذاتية قول باطل ومعتقد سخيف كيف وهم قد صرحوا بان النفس صوره كمالية للبدن وقد عرفوه بأنها كمال أول لجسم طبيعي آلى ذي حياه وحكموا بحصول نوع طبيعي له حد نوعي من جنس وفصل ذاتيين كالانسان والفلك وغيره ومثل ذلك التركيب يمتنع ان يكون يحصل من أمرين ليس بينهما علاقة العلية والمعلولية.
فالحق ان بينهما علاقة لزومية لا كمعية المتضائفين ولا كمعية معلولي علة واحده في الوجود لا يكون بينهما ربط وتعلق بل كمعية شيئين متلازمين بوجه كالمادة والصورة والتلازم الذي بينهما كما علمت في مبحث التلازم بين الهيولى الأولى والصورة الجرمية فلكل منها حاجه إلى الاخر على وجه غير دائر دورا مستحيلا فالبدن محتاج في تحققه إلى النفس لا بخصوصها بل إلى مطلقها (1) والنفس مفتقرة إلى البدن لا من حيث حقيقتها المطلقة العقلية بل من حيث وجود تعينها الشخصية وحدوث هويتها النفسية.
إذا تقرر هذا فنقول قولهم فإن كان المتقدم في الوجود هو النفس فذلك التقدم اما زماني أو ذاتي. قلنا إن تقدمها على البدن ذاتي.
قولهم لو كان كذلك لامتنع عدمه الا بعدمها.
قلنا الامر هكذا فان البدن بما هو بدن مستعد امتنع عدمه مع وجود النفس، ولا وجوده مع عدمها والذي يبقى بعد النفس وما يجرى مجراها في نوعها على الاطلاق ليس ببدن أصلا بل جسم من نوع آخر بل البدن بما هو بدن مشروط بتعلق النفس؟ والنفس شريكه علة البدن.
فليس لأحد ان يقول لو كانت النفس علة للبدن لم تكن في فعلها مفتقرة إلى البدن؟