فصارت نفسا محلا للنطق والالهام قال تعالى: (ونفس وما سويها فألهمها فجورها وتقواها) فتسويتها بورود الروح الانساني عليها واقتطاعها عن جنس أرواح الحيوانات فتكونت النفس بتكوين الله من الروح العلوي في عالم الامر وصار تكونها منه في عالم الامر كتكون حواء من آدم ع في عالم الخلق وصار بينهما من التأليف والتعاشق كما بين آدم وحواء وصار كل واحد منهما يذوق الموت بمفارقة صاحبه قال الله تعالى:
وخلق منها زوجها ليسكن إليها فسكن آدم إلى حواء وسكن الروح العلوي إلى الروح الحيواني وصيره نفسا ويتكون (1) من سكون الروح إلى النفس القلب وأعني بهذا القلب اللطيفة التي محلها المضغة اللحمية فالمضغة اللحمية من عالم الخلق وهذه اللطيفة من عالم الامر، وكان تكون القلب من الروح والنفس في عالم الامر كتكون الذرية من آدم وحواء في عالم الخلق ولولا المساكنة بين الزوجين الذين أحدهما الروح والاخر النفس ما تكون القلب فمن القلب متطلع إلى الأب الذي هو الروح العلوي ميال إليه وهو القلب المؤيد الذي ذكره رسول الله ص فيما رواه حذيفة قال ص القلوب أربعة قلب أجرد فيه سراج يزهر (2) فذلك قلب المؤمن وقلب اسود منكوس فذلك قلب الكافر.