أقول ان الامكان الذاتي ومقابله من عوارض الماهيات من حيث هي إذا قيست إلى الوجود والقوى عبارة عن موجودات متشخصة والموجود بما هو موجود امر شخصي ويكون الزمان الخاص من مشخصاته فوجوب نحو خاص من الوجود وامتناع نحو آخر منه بخصوصه لا يخرج الماهية المشتركة بينها عن الامكان الذي هو حالها من حيث هي هي والبرهان قائم على امتناع لا تناهى الافعال لواحد شخصي من الجسم لا على امتناع ذلك لواحد نوعي والوحدة العددية حكمها غير الوحدة النوعية.
واما عن السؤال الثاني فهب ان الادراك نفسه انفعال ولكن فعل النفس في تركيب المقدمات وتحليلها وذلك كاف في غرضنا.
أقول ان جهة انفعالات القوى غير منفكة عن جهة أفاعيلها وان كانت الجهتان مختلفتين فان الشئ (1) ما لم يكن له وجود لا ينفعل عن شئ آخر فالقوة الجسمانية كما لا تقوى على أفعال غير متناهية كذلك لا تقوى على انفعالات غير متناهية واما النقض بالهيولى فهو مندفع بان الهيولى في ذاتها ليست (2) هويه باقيه بالعدد لأنها ضعيفه الوحدة مبهمة الوجود وحدتها على نحو الوحدة الجنسية وهي بحسب تحصلاتها الصورية متبدلة متجددة كما مر بيانه.
فان قلت ألستم قد بينتم الفرق بين الحس المشترك وبين المفكرة بان أحدهما مدرك والاخر متصرف والقوة الواحدة لا تكون مبدءا للادراك والتصرف فكيف تنسون ذلك وتحكمون بان النفس قوه على الفعل وهو التصرف في المقدمات وتركيبها والانفعال وهو التصور وقبول الصور.
قلت إن النفس لها قوتان عملية وعلمية وتفعل بأحدهما وتنفعل بالأخرى.
واما عن الثالث فقيل إن النفوس الفلكية وان كانت جسمانية الا انها غير مستقلة في أفعالها من التحريكات فهي في ذاتها وان كانت متناهية القوة الا انها بما يسنح عليها