الشئ بعدا ازدادت الزوايا ضيقا والدائرة صغرا إلى أن ينتهى في البعد إلى حيث لا يمكن الابصار.
وكقولهم يرى الشئ في الماء أعظم منه في الهواء لان الشعاع ينفذ في الهواء على استقامة واما في الماء فينعطف الشعاع إلى السهم ويتراكم من سطح الماء إلى المرئي فيرى المرئي أعظم لان (1) الزاوية التي بإزائه في الجليدية بحالها في العظم وعظم المرئي تابع لعظم تلك الزاوية فبعضه (2) ينفذ مستقيما وبعضه ينعطف على سطح الماء ثم ينفذ إلى المبصر فيرى في الامتداد الشعاعي النافذ مستقيما ومنعطفا معا من غير تمايز وذلك إذا قرب المرئي من سطح الماء وأما إذا بعد فيرى في الموضعين لكون رؤيتهما بالامتدادين المتمايزين.
وكقولهم إذا غمضنا (3) إحدى العينين ونظرنا إلى القمر نراه قمرين لان الامتداد الشعاعي الخارج منهما ينحرف عن المحاذاة ويتقاطع سهماهما قبل الوصول إلى المرئي فلا يلتقي طرفاهما على موضع واحد بل في موضعين فيرى المرئي اثنين.
وهكذا في الأحول وإذا وضعنا (4) السبابة والوسطى على العين مع اختلاف في الوضع ونظرنا إلى السراج فانا نراه اثنين وإذا نظرنا إلى إحدى الخشبتين الدقيقتين