واما الذي اختاره صاحب المطارحات فيرد عليه أيضا أمور:
منها ان البرهان قائم على أن الجسم المادي وما يعرضه من الصفات لا يمكن ان يتعلق به الادراك الا بالعرض كما مر ذكره سابقا.
ومنها ان الأحول يدرك صورتين فلو كان المدرك هو بعينه الامر الخارجي لزم ان يدرك ما لا وجود له في الخارج والقول بان إحداهما في الخارج والأخرى في الخيال أو في عالم المثال مما لا وجه له.
ومنها ان الصورة الواحدة الخارجية إذا نظر إليها جماعه كثيره لزم على هذا الرأي أن تكون مدركه لتلك النفوس كلها والادراك ليس الا حصول صوره الشئ للمدرك وحصول الشئ لأمر لا بد فيه من خصوصية وعليه والعلة بالذات انما هي فاعل وغاية وصوره ومادة والشئ لا يكون حاصلا بالذات الا لشئ ء من علله وأسبابه الذاتية فلو حصلت ووجدت تلك الصورة للنفس لكان النفس إحدى العلل الذاتية لوجوده لها لكنها ليست مادة ولا صوره لها وهو ظاهر ولا فاعله إياها والا لزم تكثر العلل الفاعلة لشخص واحد ولا غاية أيضا إذ الشئ الواحد لا يكون له غايات كثيره.
ومنها ان تسميه هذه الإضافة من النفس التي بواسطة البدن إلى امر جسماني ذي وضع بالإضافة النورية مما لا وجه له إذ الإضافات التي يكون بين الأجسام أو بواسطة الأجسام وما فيها ليست الا اضافه وضعية لا غير كالمحاذات والمجاورة والتماس، والتداخل والتباين وغير ذلك وجميع هذه النسب والأوضاع إضافات مادية ظلمانية لما تقرر ان النسبة الوضعية من موانع الادراك لأنها من لوازم المادية ومدار الادراك على تجرد الصورة عن الوضع والمقدار المادي واما العلاقة والنسبة النورية فهي ما يكون بين الشئ وعلة وجوده فان الوجود عين الظهور والفاعل والغاية هما مبدء وجود الشئ والمادة والموضوع هما مبدء قوه الشئ وامكانه وقد يكونان مبدء عدمه وخفائه لقبولهما ضد ذلك الشئ فثبت ان الحري باسم الإضافية الاشراقية هي النسبة التي بين فاعل الصورة وذاتها وهي انما يتحقق على ما قررناه في الابصار