الكلام فيه على خروج الشعاع بمعنى وقوعه من العين إلى المرئي كما يقع من الشمس والقمر وسائر الأجسام النيرة على ما يقابلها على هياه شكل مخروط رأسه عند النير وقاعدته عندما يقابله فهذا مما يستدعى الظن بان الرؤية بخروج الشعاع من البصر، ويكون المرئي هو ما يقع عليه الشعاع ولكنا قد أقمنا البرهان على أن المحسوس لكل حاسه هو الصورة الادراكية المفارقة عن المادة لا التي هي في مادة جسمانية ومع ذلك لا بد في الابصار من مقابله البصر لما يقع صورته عند القوة المدركة والبصر كالنقطة، ومقابله النقطة مع الجسم يوجب ان يتوهم بينهما شكل مخروط (1) (2) ونحن لا ننكر أيضا تحقق الشعاع من البصر إلى المرئي صورته لكن نقول لا بد في الرؤية من حصول صوره المرئي للنفس وجميع ما ذكره أصحاب الشعاع غير مناف لما ذهبنا إليه وان وافق رأيهم أيضا فان الموافقة بين المذهبين المتخالفين في كثير من اللوازم غير مستعبد.
كقولهم ان الشئ إذا بعد يرى أصغر مما إذا قرب لان المخروط يستدق فيضيق زواياه التي عند الباصرة ويضيق (3) لذلك الدائرة التي عند المبصر وكلما ازداد