والبرهان عليه يستفاد مما برهنا به على اتحاد العقل بالمعقول فإنه بعينه جار في جميع الادراكات الحسية والوهمية.
وقد نبهنا على هذا المطلب في مباحث العقل والمعقول وقلنا إن الاحساس مطلقا ليس كما هو المشهور من عامه الحكماء ان الحس تجرد صوره المحسوس بعينه من مادته ويصادفها مع عوارضها المكتنفة وكذا الخيال يجردها تجريدا أكثر لما علم من امتناع انتقال المنطبعات بل الادراكات مطلقا انما يحصل بان يفيض من الواهب صوره أخرى نورية ادراكية يحصل بها الادراك والشعور فهي الحاسة بالفعل والمحسوسة بالفعل.
واما وجود (1) صوره في مادة فلا حس ولا محسوس الا انها من المعدات لفيضان تلك الصورة مع تحقق الشرائط.
وقد نص على ما اخترناه في باب الابصار الفيلسوف المعظم في كتابه المعروف بأثولوجيا بما نقلنا من كلامه هناك.
وأيضا ما سوى هذا المذهب المنصور من المذاهب الثلاثة المشهورة يرد على كل منها مفاسد شتى اما مذهب الانطباع في الجليدية ومذهب خروج الشعاع فالكتب مشحونة بذكر ما يرد على كل منهما.