الاستدارة لكانت لا تلقى من المحسوس الا على اليسير فلما عرضت قليلا صارت آخذه منه أجزاءا كثيره والعنبية انما ثقب وسطها لئلا يمنع وصول المحسوس إلى الرطوبة الجليدية والقرنية انما لم يثقف لأنها رقيق ابيض صاف فلا جرم لا يمنع الضوء ولا الشبح الذي يؤديه الهواء من النفوذ داخل العين.
وأجيب بان هذه الحجة غير برهانية إذ من الجائز ان يكون لخلقه العين على طبقاتها وأشكالها ورطوباتها فوائد أخرى سوى الانطباع.
وسادسها ان الممرورين قد يبصرون صورا مخصوصة متمايزة وهي غير موجودة في الخارج ولا بد لها من وجود لامتيازها وتعينها فهي لا محاله موجودة في البصر أو في جزء من اجزائه وإذا ثبت كيفية الابصار في بعض المواضع وانها بالانطباع ثبت في غيره أيضا لعدم الفرق.
وأجيب (1) بان ذلك يدل على أن الابصار في هذا النوع بالانطباع ولا يدل على أن ابصارنا للموجودات الخارجية لأجل انطباع صورها.