أقول في سائر الحواس لا اتيان ولا خروج بل لفيضان صوره مناسبة للمحسوس متمثلة عند النفس فالجامع متحقق ولكن لا يلزم مطلوبهم من الانطباع في عضو البصر.
وثالثها ان من نظر إلى الشمس طويلا ثم اعرض عنها تبقى صورتها في عينه زمانا.
ودفع (1) بان الصورة في خياله لا في عينه كما إذا غمض العين.
ورابعها ان الشئ بعينه إذا قرب من الرائي يرى أكبر مما إذا بعد عنه وما ذلك الا لان الانطباع على هيأة مخروطة من الهواء المشف رأسه متصل بالحدقة وقاعدته سطح المرئي حتى أنه وتر لزاوية المخروط ومعلوم ان وترا بعينه كلما قرب من الزاوية كان الساق أقصر والزاوية أعظم وكلما بعد فبالعكس والشبح الذي في الزاوية الكبرى أعظم من الذي في الصغرى وهذا انما يستقيم إذا جعلنا موضع الابصار هو الزاوية على ما هو رأى الانطباع لا القاعدة على ما هو رأى خروج الشعاع فإنها لا تتفاوت.
وأجيب بانا لا نسلم انه لا سبب سوى ذلك كيف وأصحاب الشعاع أيضا يثبتون سببه.
على أن استلزام عظم الزاوية عظم المرئي وصغرها صغره محل نظر.
وخامسها انه لولا الابصار لأجل انطباع الأشباح في الجليدية لكانت خلقه العين على طبقاتها (2) ورطوباتها وشكل كل واحد منها معطلة فان الفائدة في كون