لبعض فالتقوا سنة ست وستين بفدحيوه وانقسم العرب عليهما وكان يعقوب بن علي مع السلطان أبى العباس فانهزم السلطان أبو عبد الله ورجع إلى بجاية مفلولا بعد أن كنت جمعت له أموالا كثيرة أنفق جميعا في العرب ولما رجع وأعوزته النفقة خرجت بنفسي إلى قبائل البربر بالجبال الممتنعين من المغارم منذ سنين فدخلت بلادهم واستبحت حماهم وأخذت رهنهم على الطاعة حتى استوفيت منهم الجباية وكان لنا في ذلك مدد وإعانة ثم بعث صاحب تلمسان إلى السلطان يطلب منه الصهر فأسعفه بذلك ليصل يده به على ابن عمه وزوجه ابنته ثم نهض السلطان أبو العباس سنة سبع وستين وجاس أوطان بجاية وكاتب أهل البلد وكانوا وجلين من السلطان أبى عبد الله لما كان يرهف الحد لهم ويشد وطأته عليهم فأجابوه إلى الانحراف عنه وخرج الشيخ أبو عبد الله يروم مدافعته ونزل جبل ايزو معتصما به فبيته السلطان أبو العباس في عساكره وجموع الاعراب من أولاد محمد بن رياح بمكانه ذلك باغراء ابن صخر وقبائل سد ويكش وكبسه في مخيمه وركض هاربا فلحقه وقتله وسار إلى البلد بمواعدة أهلها وجاءني الخبر بذلك وانا مقيم بقصبة السلطان بقصوره وطلب منى جماعة من أهل البلد القيام بالأمر والبيعة لبعض أبناء السلطان فتفاديت من ذلك وخرجت إلى السلطان أبى العباس فأكرمني وحياني وأمكنته من بلده وأجرى أحوالها كلها على معهودها وكثرت السعاية عنده في والتحذير من مكاني وشعرت بذلك فطلبت الاذن في الانصراف بعهد كان منه في ذلك فأذن لي بعد ما أبى وخرجت إلى العرب ونزلت على يعقوب بن علي ثم بدا له الشأن في أمرى وقبض على أخي واعتقله ببونة وكبس بيوتنا فظن بها ذخيرة وأموالا فأخفق ظنه ثم ارتحلت من أحياء يعقوب بن علي وقصدت بسكرة لصحابة بيني وبين شيخها أحمد بن يوسف بن مزنى وبين أبيه فأكرم وبر وساهم في الحادث بماله وجاهه والله أعلم * (مشايعة أبى حمو صاحب تلمسان) * كان السلطان أبو حمو قد التحم ما بينه وبين السلطان أبى عبد الله صاحب بجاية بالصهر في ابنته وكانت عنده بتلمسان فلما بلغه مقتل أبيها واستيلاء السلطان أبى العباس ابن عمه صاحب قسنطينة على بجاية أظهر الامتعاض لذلك وكان أهل بجاية قد توجسوا الخيفة من سلطانهم بارهاف حده وشدة بطشه وسطوته فانحرفوا عنه باطنا وكاتبوا ابن عمه بقسنطينة كما ذكرناه ودسوا للسلطان أبى حمو بمثلها يرجون الخلاص من صاحبهم بأحدهما فلما استولى السلطان أبو العباس وقتل ابنه عمه رأوا ان جرحهم قد اندمل وحاجتهم قد قضيت فاعصوصبوا عليه وأظهر السلطان أبو حمو الامتعاض
(٤١٩)