وصافحته عن رسم دار بذي الغضى * لبست بها ثوب الشبيبة معلما لعهدي بها تدنى الظباء أو انسا * وتطلع في آفاقها الغيد أنجما أحن إليها حيث سار بي الهوى * وأنجد رحلي في البلاد وأتهما ولما استقر القرار واطمأنت الدار وكان من السلطان الاغتباط والاستبشار وكثر الحنين إلى الأهل والتذكار أمر لاستقدام أهلي من مطرح اغرابهم من قسنطينة بعث إليهم من جاء بهم إلى تلمسان وأمر قائد الأسطول بالمرية فسار في اجازتهم في أسطوله واحتلوا بالمرية واستأذنت السلطان في تلقيهم وقدمت بهم على الحضرة بعد أن هيأت لهم المنزل والبستان ودمنة الفلح وسائر ضروريات المعاش وكتبت إلى الوزير ابن الخطيب عند ما قاربت الحضرة وقد كتبت إليه أستأذنه في القدوم وما اعتمده في أحواله سيدي قدمت بالطير اليمانين وعلى البلد الأمين واستضفت الرفاء إلى البنين ومتعت بطول السنين وصلتني البراءة المعربة عن كتب اللقاء ودنو المزار وذهاب البعد وقرب الديار وأستفهم سيدي عما عندي في القدوم على المخدوم وأحب أن يستقدمني سيدي إلى الباب الكريم في الوقت الذي يجد المجلس الجمهوري لم يقض حجيجه ولم يصخ بهيجه ويصل أهل بعده إلى المحل الذي هيأته السعادة لاستقرارهم واختاره اليمن قبل اختيارهم والسلام ثم لم ينشب الأعداء وأهل السعايات أن حملوا الوزير ابن الخطيب من ملابستي للسلطان واشتماله على وحركوا له جواد الغيرة فتنكر وشممت منه رائحة الانقباض مع استبداده بالدولة وتحكمه في سائر أحوالها وجاءتني كتب السلطان أبى عبد الله صاحب بجاية بأنه استولى عليها في رمضان سنة خمس وستين واستدعاني إليه فاستأذنت السلطان ابن الأحمر في الارتحال إليه وعميت عليه شأن ابن الخطيب ابقاء للمودة فارتمض لذلك ولم يسعه الا الاسعاف فودع وزود وكتب لي مرسوما بالتشييع من إملاء الوزير ابن الخطيب نصه هذا ظهير كريم تضمن تشييعا وترفيعا واكراما واعظاما وكان لعمل الصنيع ختاما وعلى الذي أحسن تماما وأشاد به للمعتمد الذي راق قساما وتوفر قساما وأعلق بالقبول أن نوى بعد القوى رجوعا وآثر على الظعن المزمع مقاما أمر به وأمضى العمل بمقتضاه وحبسه الأمير أبو عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبى الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبى الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره وأعلى ذكره للولي الجليس الحظي المكين المقرب الأود الابن الفقيه الجليل الصدر الأوحد الرئيس العالم الفاضل الكامل الموقع الأمين الأظهر الأرضي الأخلص الأصفى أبى زيد عبد الرحمن ابن الشيخ الجليل الحسيب الأصيل المرفع المعظم الصدر الأوحد الأسمى الأفضل الموقر المبرور أبى يحيى ابن الشيخ
(٤١٥)