(ومنها في التشوق) سلوتهم الا ادكار معاهد * لها في الليالي الغابرات غرائب وان نسيم الريح منهم يسوقني * إليهم وتصبيني البروق اللواعب وهي طويلة نحو مائتي بيت ذهبت عن حفظي فكان لها منه موقع وهش لها وكان بتلمسان فوعد بالافراج عنى عند حلوله بفاس ولخمس ليال من حلو له طرقه الوجع وهلك لخمس عشرة ليلة في رابع وعشرين من ذي الحجة خاتم تسع وخمسين وبادر القائم بالدولة الوزير الحسن بن عمر إلى اطلاق جماعة من المعتقلين كنت فيهم فخلع على وحملني وأعادني إلى ما كنت عليه وطلبت منه الانصراف إلى بلادي فأبى على وعاملني بوجوه كرامته ومذهب احسانه إلى أن اضطرب أمره وانتقض عليه بنو مرين وكان ما قدمناه في أخبارهم * (الكتابة عن السلطان أبى سالم في السر والانشاء) * ولما أجاز السلطان أبو سالم من الأندلس لطلب ملكه ونزل بجبل الصفيحة من بلاد غمارة وكان الخطيب ابن مرزوق بفاس فشت دعوته سر أو استعان بي على أمره بما كان بيني وبين أشياخ بنى مرين من المحبة والائتلاف فحملت الكثير منهم على ذلك وأجابوني إليه وأنا يومئذ اكتب عن القائم بأمر بنى مرين منصور بن سليمان بن منصور بن عبد الواحد بن يعقوب بن عبد الحق وقد نصبوه للملك وحاصروا الوزير حسن بن عمر وسلطانه السعيد بن أبي عنان بالبلد الجديد فقصدني ابن مرزوق في ذلك وأوصل إلى كتاب السلطان أبى سالم بالحض على ذلك واجمال الوعد فيه وألقى على حملته فنهضت به وتقدمت إلى شيوخ بنى مرين وأمراء الدولة بالتحريض على ذلك حتى أجابوا وبعث ابن مرزوق إلى الحسن بن عمر يدعوه إلى طاعة السلطان أبى سالم وقد ضجر من الحصار فبادر إلى الإجابة واتفق رأى بنى مرين على الانفضاض عن منصور بن سليمان والدخول إلى البلد الجديد فلما تم عقدهم على ذلك نزعت إلى السلطان أبى سالم في طائفة من وجوه أهل الدولة كان منهم محمد بن عثمان بن الكاس المستبد بعد ذلك بملك المغرب على سلطانه وكان ذلك النزوع مبدأ حظه وخطة سعادته بسعايتي له عند السلطان فلما قدمت على السلطان بالصفيحة بما عندي من أخبار الدولة وما أجمعوا عليه من خلع منصور بن سليمان وبالموعد الذي ضربوه لذلك واستجشته فارتحل ولقينا البشير باجفال منصور بن سليمان وفراره إلى نواحي باديس ودخول بنى مرين إلى البلد الجديد واظهار الحسن بن عمر دعوة السلطان أبى سالم ثم لقيتنا بالقصر الكبير قبائل السلطان وعساكره على راياتهم ووزير منصور بن سليمان مسعود بن رحو بن ماسى
(٤١٣)