مثواه وأرغد نزله ووفر أرزاق القادمين في ركابه وانتصر به وأرغد عيش ابن الخطيب في الجراية والاقطاع؟؟ واستأذن السلطان في التحول إلى جهات مراكش والوقوف على آثار الملك بها فأذن له وكتب إلى العمال باتحافه فتبادروا في ذلك وحصل منه على حظ وعندما مر بسلا في قفوله من سفره دخل مقبرة الملوك بشالة ووقف على قبر السلطان أبى الحسن وأنشد قصيدته على روى الراء الموصولة يرثيه ويستثير به استرجاع ضياعه بغرناطة مطلعها ان بان منزله وشطت داره * قامت مقام عيانه أخباره قسم زمانك عبرة أو غبرة * هذا ثراه وهذه آثاره فكتب السلطان أبو سالم في ذلك إلى أهل الأندلس بالشفاعة فشفعوه واستقر هو بسلا منتبذا عن سلطانه طول مقامه بالعدوة ثم عاد السلطان محمد المخلوع إلى ملكه بالأندلس سنة ثلاث وستين كما مر في أخباره وبعث عن مخلفه بفاس من الأهل والولد والقائم بالدولة يومئذ عمر بن عبد الله بن علي فاستقدم ابن الخطيب من سلا وبعثهم لنظره فسر السلطان بمقدمه ورده إلى منزلته كما كان مع رضوان كافله وكان عثمان بن يحيى عمر شيخ الغزاة وابن أشياخهم قد لحق بالطاغية في ركاب أبيه عند ما أحس بالشر من الرئيس صاحب غرناطة وأجاز يحيى من هنالك إلى العدوة وأقام عثمان بدار الحرب فصحب السلطان في مثوى اغترابه هنالك وتغلب في مذاهب خدمته وانحرفوا عن الطاغية بعد ما يئسوا من الفتح على يديه فتحولوا عنه إلى ثغور بلاده وخاطبوا عمر بن عبد الله في أن يمكنهم من بعض الثغور القريبة التي أطاعتهم بالأندلس يرتقبون منها الفتح وخاطبني السلطان المخلوع في ذلك وكانت بيني وبين عمر بن عبد الله ذمة مرعية متأكدة فوفيت للسلطان بذلك من عمر بن عبد الله وحملته على أن يرد عليه مدينة رندة إذ هي من تراث سلفه فقبل إشارتي في ذلك وتسورها السلطان المخلوع ونزل بها عثمان بن يحيى في جملته هو مقدم في بطانته ثم غزوا منها مالقة فكانت ركابا للفتح وملكها السلطان واستولى بعدها على دار ملكها بغرناطة وعثمان بن يحيى مقدم القوم في الدولة عريق في المخالصة وله على السلطان دالة واستبداد على هواه فلما فصل ابن لخطيب بأهل السلطان وولده وأعاده السلطان إلى مكانه من الدولة من علو يده وقبول إشارته فأدركته الغيرة من عثمان ونكر على السلطان الاستكفاء به والتخوف من هؤلاء الأعياص على ملكه فحذره السلطان وأخذ في التدبير عليه حتى نكبه وأباه واخوته في رمضان سنة أربع وستين وأودعهم المطبق ثم غربهم بعد ذلك وخلا لابن الخطيب الجو وغلب على هوى السلطان وأخذ ودفع تدبير المملكة وخلط بنيه بند مائه وأهل خلوته وانفرد ابن
(٣٣٤)