منسك الأضحى اعترض العساكر ورحل إلى تلمسان واحتل بتازا وبلغ خبر نهوضه إلى أبي حمو فجمع من إليه من زناتة الشرق وبنى عامر من العرب المعقل وزغبة وتوافت جموعه بساحة تلمسان واضطرب هنالك معسكره واعترض جنوده واعتزم على الزحف للقاء بنى مرين بمكان المعقل وتحيز من كان معه من عرب المعقل الاحلاف وعبيد الله إلى السلطان عبد العزيز بمداخلة وليهم وترمار واجتمعوا إليه وسرح معهم صنائعه فارتحلوا بين يديه وسلكوا طريق الصحراء وبلغ خبر تحيزهم واقبالهم إلى أبي حمو فأجفل هو وجنوده وأشياعه من بنى عامر وسلكوا على البطحاء ثم ارتحلوا عنها وعاجوا على منداس وخرجوا إلى بلاد الديالم ثم لحقوا بوطن رياح فنزلوا على أولاد سباع بن يحيى واحتل السلطان عبد العزيز بتازا وقدم بين يديه وزيره أبا بكر بن غازي فدخل تلمسان وملكها ورحل السلطان على اثره واحتل بتلمسان يوم عاشوراء من سنة اثنتين وسبعين فدخلها في يوم مشهود واستولى عليها وعقد لوزيره أبى بكر بن غازي على العساكر من بنى مرين والجنود والعرب من المعقل وسويد وسرحه في اتباعه وجعل شواره إلى وليه وترمار وفوض إليه في ذلك فارتحلوا من تلمسان آخر المحرم وكنت وافدا على أبي حمو فلما أجفل عن تلمسان ودعته وانصرفت إلى هنين للإجازة إلى الأندلس ووشى بعض المفسدين إلى السلطان بأنى احتملت مالا للأندلس فبعث جريدة من معسكره للقبض على ووافوني بوادي الزيتون قبل مدخلي إلى تلمسان فأحضرني وسألني وتبين كذب الواشي فأطلقني وخلع على ولما ارتحل الوزير في اتباع أبى حمو استدعاني وأمرني بالنهوض إلى رياح والقيام فيهم بدعوته وطاعته وصرفهم عن طاعة أبى حمو وصريخه فنهضت لذلك ولحقت بالوزير بالبطحاء وارتحلت معه إلى وادى ورك من بلاد العطاف فودعته وذهبت لوجهي وجمعت رياح على طاعة السلطان ونكبت بهم عن طاعة أبى حمو فنكبوا عنها وخرج أبو زيان من محل نزوله بحصين فلحق بأولاد محمد بن علي بن سباع من الزواودة وارتحل أبو حمو من المسيلة فنزل بالدوسن وتلوم بها وأوفدت من الزواودة على الوزير وترمار فكانوا أدلاءهم في النهوض إليه ووافوه بمكانه من الدوسن في معسكره من زناتة وحلل بنى عامر والوزير في التعبية وأمم زناتة والعرب من المعقل وزغبة ورياح مخيفة به فأجهضوه عن ماله ومعسكره فانتهب بأسره واكتسحت أموال العرب الذين معه ونجا بدمائه إلى مصاب وتلاحق به ولده وقومه متفرقين على كل مفازة وتلوم الوزير بالدوسن أياما ووافاه بذلك لحاق بنى مرين وانقلب إلى المغرب ومر على قصور بنى عامر بالصحراء فاستباحها وشردهم عنها إلى قاصية القفر ومفازة العطش ولحق بتلمسان في ربيع الثاني ووفدت أنا بالزواودة
(٣٢٩)