بها واضطرم المغرب الأوسط نارا واتصل ذلك به ولما كان سنة ثلاث وسبعين استمال السلطان رحو بن منصور عن أبي حمو وبذل له مالا وأقطعه ما أحب من الضواحي وفعل ذلك بسائرهم وملا صدورهم ترغيبا واعتزم على تجهيز العساكر معهم لحسم أدواء الفساد واخراج الثوار من النواحي واتهم وزيره عمر بن مسعود بالمداهنة في أمر المغراوي فسرح من دولته من تقبض عليه وأشخصه إلى حضرته مقيدا واعتقله بفاس وجهز عساكره واعترض جنوده وعقد لوزيره أبى بكر بن غازي على حرب الثوار والخوارج فنهض من تلمسان في رجب سنة ثلاث وسبعين واعتمد حمزة على ابن راشد في معتصمه بجبل بنى بو سعيد وألح عليه بالقتال فعضتهم الحرب بنابها وداخلهم الرعب وأوفدوا مشيختهم على الوزير بالطاعة ونبذ العهد إلى حمزة فعقد لهم ما ابتغوه ولحق حمزة بأبي زيان بمكانه من حصين ثم ثنى عزمه عن ذلك ورجع إلى ضواحي شلف وبيته بعض الحامية فثبتوا في مراكزهم وانفض جمعه وتقبض عليه وسيق إلى الوزير فاعتقله وبعث إلى السلطان في شأنه وعلق أشلاءهم بسور مليانة ثم زحف إلى حصين فأحجرهم بمعقلهم بتيطرا واجتمعت إليه أحياء زغبة كافة فأحاط بهم من كل جانب وطاولهم الحصار وعاودوهم الحرب وخاطبني السلطان بمكاني من الزاب وأوعز إلى انفير رياح كافة إلى معسكر الوزير فاستنزلهم بأحيائهم وناجعتهم ونازلنا الجبل من ناحية الصحراء مما يلي ضواحي رياح فأصابهم الجهد وداخلهم الرعب وانفضوا من المعقل وانتهب ما فيه واقتضى رهن حصين على الطاعة وقرر عليهم الوضائع والمغارم فأعطوها عن يد وكان أبو حمو في خلال ذلك قد أجلب على تلمسان ينتهز الفرصة في انتباذ العسكر عن السلطان وكان وليه خالد بن عامر أمير بنى عامر من زغبة مريض الطاعة لما اتهم أبو حمو به من ولاية رديفه عبد الله بن عسكر بن معروف دونه فأسخطه ذلك وداخل السلطان عبد العزيز في الانحراف إليه عن أبي حمو على مال حمله إليه فنزع عنه وجهز له السلطان عسكر الحرب أبى حمو في ذي القعدة من سنة ثلاث وسبعين من بنى عامر وأولاد يعمور من المعقل وعقد عليهم لمحمد بن عثمان من قرابة أبى بكر بن غازي وتعرضوا للقائهم ففض جمعهم ومنحوا أكتافهم وأحيط بمعسكر أبى حمو وحلل العرب فاكتسح ما فيها واستولى بنو مرين على أمواله وحرمه وولده فاستاقوهم إلى السلطان وأشخصهم إلى فاس فأنزلهم بقصوره وتقبض على مولاه عطية بن موسى صاحب شلف فامتن عليه وألحقه وبعث معه الادلاء إلى تيكورارين من بلاد القبلة فنزلها وكان ذلك بين يدي فتح تيطرا بليال واستوت قدم السلطان في ملكه واستولى على المغرب الأوسط ودفع الثوار الخوارج عنه واستعمال كافة العرب إلى طاعته فأتوها
(٣٣١)