عنه فشبه لهم وبايعوه وأجلبوا على نواحي المرية وبرز إليهم قائدها مجاهد بن من صنائع الدولة ففضوا جمعه وانهزم أمامهم ثم جمع لهم وترمار وفروا عن تلك النواحي وافترق جمعهم ونبذوا لذلك الجازر عهده فلحق ببني يرناتن من زواوة ونزل على سيدتهم شمسي فقامت بأمره وحمل بنوها من بنى عبد الصمد قومهم على طاعته وشاع في الناس خبره فمن مصدق ومن مكذب حتى تبينت ووقفوا على كذبه في انتسابه فنبذوا عهده ولحق بالزواودة أمراء رياح ونزل على سيدهم يعقوب بن علي وانتسب له في مثل ذلك فأجاره ان صدق نسبه وأوعز السلطان إلى السلطان أبى يحيى صاحب إفريقية في شأنه فبعث إلى يعقوب وأشخصه إلى السلطان مع ذويه فلحق به بمكانه من سبتة فامتحنه السلطان وقطعه من خلاف وانحسم داؤه وبقي بالمغرب تحت جراية من الدولة إلى أن هلك سنة ثمان وثمانين والله تعالى أعلم لما فرغ السلطان من أمر عدوه وما تبع من ذلك الأحوال صرف اعتزامه إلى الجهاد لما كان كلفا به وكان الطاغية منذ شغل بنى مرين عن الجهاد منذ عهد يعقوب بن عبد الحق قد اعتزوا على المسلمين بالعدوة ونازلوا معاقلهم وتغلبوا على الكثير منها وارتجعوا الجبل ونازلوا السلطان أبا الوليد في عقر داره بغرناطة ووضعوا عليه الجزية فتقبلها وأسفوا إلى التهام المسلمين بالأندلس فلما فرغ السلطان أبو الحسن من شأن عدوه وعلت على الأيدي يده وانفسح نطاق ملكه دعته نفسه إلى الجهاد وأوعز إلى ابنه الأمير أبى مالك أمير الثغور من عمله بالعدوة سنة أربعين بالدخول إلى دار الحرب وجهز إليه العساكر من حضرته وأنفذ إليه الوزراء فشخص غازيا في الحفل وتوغل في بلاد الطاغية واكتسحها وخرج بالسبي والغنائم إلى أدنى صدره من أرضهم وأناخ بها واتصل به الخبر بأن النصارى جمعوا له وأغذوا السير في اتباعه وأشار عليه الملا بالخروج من أرضهم وإجازة الوادي الذي كان تخما بين أرض الاسلام ودار الحرب وأن يصير إلى مدن المسلمين فيمتنع بها فلج في إبايته وصمم على التعريس وكان قرما ثبتا إلا أنه غير بصير بالحروب لمكان سنة فصبحهم عساكر النصرانية في مضاجعهم قبل أن يركبوا وخاطبوهم في إبايتهم وأدرك الأمير أبو مالك بالأرض قبل أن يستوى على فرسه فجدلوه واستلحموا الكثير من قومه واحتووا على المعسكر بما فيه من أموال المسلمين وأموالهم ورجعوا على أعقابهم واتصل الخبر بالسلطان فتفجع لهلاك ابنه واسترحم له واحتسب عند الله أجره وفى سبيله قتله وشرع في إجازة العساكر للجهاد وتجهيز الأساطيل
(٢٦٠)