أهل المعسكر بيوتا من الخشب للمطاولة وجاء السلطان أبو الحجاج بعساكر الأندلس فنزل قبالة الطاغية بظاهر جبل الفخ في سبيل الممانعة وأقام السلطان أبو الحسن بمكانه من سبتة ليسرب عليها المدد من الفرسان والمال والزرع في؟؟ الفعلة من أساطيلهم وتحت جناح الليل فلم يغنهم ذلك واشتد عليهم الحصار وأصابهم الجهد وأجاز إليه السلطان أبو الحجاج يفاوضه في شأن السلم مع الطاغية بعد اذن الطاغية له في الإجازة مكرا به وترصد له بعض الأساطيل في طريقه فصدقهم المسلمون القتال وخلصوا إلى الساحل بعد غص الريق وضاق أحوال الجزيرة ومن كان بها من عساكر السلطان وسألوا من الطاغية الأمان على أن ينزلوا عن البلد فبذله وخرجوا فوفي لهم وأجازوا إلى المغرب سنة ثلاث وأربعين فأنزلهم السلطان ببلاده على خير نزل ولقاهم من المبرة والكرامة ما أعاضهم بما فاتهم وخلع عليهم وحملهم وأجازهم بما تحدث به الناس وتقبض على وزيره عسكر بن تاحضريت عقوبة على تقصيره في المدافعة مع تمكنه منها من العساكر وانكفأ السلطان إلى حضرته موقنا بظهور أمر الله وانجاز وعده في رجوع الكرة وعلو الدين والله متم نوره ولو كره الكافرون؟؟
كان عثمان بن أبي العلاء من أعياص آل عبد الحق شيخ الغزاة المجاهدين من زناتة والبربر بالأندلس وكان له فيها مقام معلوم في حماية الثغور ومدافعة العدو وغزو دار الحرب ومساهمة صاحب الأندلس الجهاد كما نستوفي أخباره وكان السلطان أبو سعيد لما استصرخ بأهل الأندلس اعتذر بمكانه بينهم واشترط عليهم أن يمكنوه من قياده حتى يقضى نوبة الجهاد فلم يسعفوه بذلك ولما هلك عثمان بن أبي العلاء قام بالأمر من بعده في مراسم الجهاد بنوه وكانوا يرجعون في رياستهم إلى كبيرهم أبى ثابت عامر وقويت عصابتهم بالموالي والأبناء وغلبت على يد السلطان واستبدوا عليه في أكثر الأحوال واستنكف لها وكان ذلك مما دعاه إلى القدوم على السلطان أبى الحسن وارتاب بنو أبى العلاء في اجازته إليه واتهموه على أنفسهم وأسعدهم إلى منازلة جبل الفتح على كره فلما تغلب المسلمون عليه وقضى ابن الأحمر من مدافعة لطاغية منه بالرغبة ما قضى كما ذكرناه واعتزم على القفول إلى حضرته أجمعوا الفتك به في طريقه وداخلوا في ذلك مولاه ابن المعلوجي لما أسفهم به من ارهاف حده والتضييق عليهم في جاههم فرموا وأوطؤوا على البث حتى إذا وجدوا من أبى العلاء صاغية إلى ذلك خفوا إلى اجابتها ونذر بهم محمد ابن الأحمر فبعث عن السفن تعرضه في طريقه وساحل إليهم وتسابقوا لشأنهم قبل فوته فأدركوه دون حصن اصطبونة وعتبوه فاستعتب وأغلظوا له في القول وقتلوا