صفر سنة خمس وثمانين وأخذوها على الكافة وانعقد أمر السلطان يومئذ ففرق الأموال وأجزل الصلات وسرح السجون ورفع عن الناس الاخذ بزكاة الفطر ووكلهم فيها إلى أمانتهم وقبض أيدي العمال عن الظلم والاعتداء والجور على الرعايا ورفع المكوس ومحا رسم الرتب وصرف اعتناءه إلى اصلاح السابلة وكان أول شئ أحدث من أمره إلى أن بعث ابن الأحمر وضرب موعدا للقائه فبدر إليه ولقيه بظاهر مربالة الأول ربيع ولقاه مبرة وتكريما وتجافى له عن جميع الثغور الأندلسية التي كانت لمملكته ما عدا الجزيرة وطريف وتفرقا من مكانهما على أكمل حالات المصافاة والوصلة ورجع السلطان إلى الجزيرة ووافاه بها وفد الطاغية شانجة مجددين عقد السلم الذي عقد له أمير المسلمين عفا الله عنه فأجابهم ولما تمهد أمر الأندلس ومر عن النظر فيها عهد لأخيه أبى عطية العباس على الثغور الغربية والامارة عليها وعقد لعلي بن يوسف بن؟؟ على مسالحها وأمده بثلاثة آلاف منن عساكره وأجاز إلى المغرب فاحتل بقصر مصمودة سابع ربيع الثاني ثم ارتحل إلى فاس واحتل بها لثنتي عشرة خلت من جمادى ولحين استقراره بدار ملكه خرج عليه محمد بن إدريس ابن عبد الحق في اخوته وبنيه وذويهم ولحق بجبل ورغة ودعا لنفسه وسرح إليه السلطان أخاه أبا معروف فبدا له في النزوع إليهم ولحق بهم فأغزاهم السلطان عساكره وردد إليهم البعوث والكتائب وتلطف في استنزال أخيه فنزل عن الخلاف وعاد إلى أحسن طاعته وفر أولاد إدريس إلى تلمسان وتقبض عليهم أثناء طريقهم وسرح السلطان أخاه أبا زيان إلى تازى وأوعز إليه بقتلهم؟؟ خارج تازى لرجب من سنة خمس وثمانين ورهب الأعياص عند ذلك من بادرة السلطان ففرقوا ولحق بغرناطة أولاد أبى العلاء إدريس بن عبد الحق وأولاد يحيى بن عبد الحق وأولاد عثمان ابن بزول ورجع أولاد أبى يحيى إلى السلطان بعد اقتضاء عهده وأمانه وهلك أخوه محمد بن يعقوب بن عبد الحق لشعبان من سنته وهلك عمر بن أخيه أبى مالك بطنجة ثم خرج على السلطان عمر بن عثمان بن يوسف العسكري بقلعة قندلاوة ونبذ الطاعة وأذن بالحرب وأوعز السلطان إلى بنى عسكر ومن إليهم من القبائل المجاورين لها فاحتشدوا له ونازلوه ثم نهض بركابه وعساكره إلى منازلته واحتل بسدورة وخافه عمر على نفسه وأيقن أنه أحيط به فسأل الأمان وبذله السلطان على شريطة اللحاق بتلمسان فبعث من يوثق به من الخيرة فنزل فوفى له السلطان بعهده ولحق بتلمسان بأهله وولده ثم ارتحل السلطان في رمضان من سنته إلى مراكش لتمهيد أنحائها وتثقيف أطرافها واحتل بها في شوال واعتمل النظر في مصالحها ونزع خلال ذلك طلحة بن محلى البطوي إلى بنى حسان من
(٢١١)