واحتل رباط الفتح منتصف شعبان فقضى به صومه ونسكه ثم ارتحل إلى قصر مصمودة وشرع في إجازة العساكر والحشود من المرتزقة والمطوعة خاتم سنته ثم أجاز البحر بنفسه غرة صفر من سنة أربع بعدها واحتل بظاهرها ثم سار من الخضراء وأراح أياما ثم خرج غازيا حتى انتهى إلى وادلك وسرح الخيول في بلاد العدو وبسائطها يحرق وينسف فلما خرب بلاد النصرانية ودمر أرضهم قصد مدينة شريش فنزل بساحتها وأناخ عليها وبث السرايا والغارات في جميع نواحيها وبعث عن المسالح التي كانت بالثغور فتوافت لديه ولحقه حافده عمر بن أبي مالك بجمع وافر من المجاهدين من أهل المغرب فرسانا ورجالا ووافته حصة العزفي من سبتة غزاة ناشبة تناهز خمسمائة وأوعز إلى ولى عهده الأمير أبى يعقوب باستنفار من بقي من العدوة واعطاء الراية وسرحه لغزو إشبيلية لآخر صفر من سنته فغنموا ومروا بقرمونة في منصرفهم فاستباحوها وأثخنوا بالقتل والأسر ورجعوا وقد امتلأت أيديهم من الغنائم وبعث وزيره محمد بن عطوا ومحمد بن عمران بن عبلة عيونا فوافوا حصن القناطر وروضه واستكشفوا ضعف الحامية واختلال الثغور فعقد ثانية لحافده عمر بن عبد الواحد على مثلها من الفرسان لثالثة من ربيع وأعطاه الراية وسرحه إلى بسائط وادلك فرجعوا من الغنائم بما ملا العساكر بعد أن أثخنوا فيها بالقتل والتخريب وتحريق الزروع واقتلاع الثمار وأبادوا عمرانها ثم سرح ثامن ربيع عسكرا للإغارة على حصن أركش ووافوه على غرة فاكتسحوا أموالهم ثم عقد تاسع ربيع لابنه أبى معروف على ألف من الفرسان وسرحه لغزو إشبيلية فساروا حتى؟؟ عليها وانحجرت منه حاميتها فخرب عمرانها وقطع شجرها وامتلأت أيدي عسكره سبيا وأموالا ورجع إلى معسكر السلطان مملوء الحقائب ثم عقد ثالثة لحافده عمر منتصف ربيع لغزو حصن كان بالقرب من معسكره وسرح الرجل من الناشبة والفعلة بالآلات وأمده بالرجل من المصامدة وغزاه سنته فاقتحموه عنوة على أهله وقتلوا المقاتلة وسبوا النساء والذرية وأرغموا خده بالتراب ولسبعة عشر من الشهر ركب السلطان إلى حصن سقوط قريبا من معسكره فخربه وحرقه بالنار واستباحه وقتل المقاتلة وسبى أهله ولعشرين من شهره وصل ولى عهده الأمير أبو يعقوب من العدوة بنفير أهل المغرب وكافة القبائل في جيوش ضخمة وعساكر موفورة وركب أمير المسلمين للقائهم وبرور مقدمهم واعترض العساكر الموافية يومئذ فكانت ثلاثة عشر ألفا من المصامدة وثمانية آلاف من برابرة المغرب متطوعون كلهم بالجهاد فعقد السلطان له على خمسة آلاف من المرتزقة وألفين من المتطوعة وثلاثة عشر ألفا من الرجلين وألفين من الناشبة وسرحه
(٢٠٧)