وانقطع المسلمون من جنود السلطان وقومه وراء البحر ويئسوا من صريخه وانتبذ عمر ابن يحيى بن محلى عن قومه بمكان امارته مالقة وكان بنو محلى هؤلاء من كبار قومهم بطوية وكانوا حلفاء لبنى حمامة بن محمد منذ دخولهم المغرب وأصهر عبد الحق أبو الاملاك إلى أبيهم محلى في ابنته أم اليمن فكان من ولدها السلطان يعقوب بن عبد الحق وكانت امرأة صالحة خرجت إلى الحج سنة ثلاث وأربعين فقضت فريضة الله عليها وعادت إلى المغرب رابعة من السنين سنة سبع وأربعين ثم خرجت ثانية سنة ثنتين وخمسين فتطوعت بحجة أخرى وهلكت بمصر منصرفها من تلك السنة سنة ثلاث وخمسين فكان لبنى محلى أبيها مكان من الدولة وآلة على السلطان لخولتهم وغنائهم في قومهم ولما استولى السلطان على حضرة الموحدين مراكش عقد لمحمد بن علي بن محلى على جميع أعمالها فكانت له بالاصطناع بها مقاما محمودة واتصلت ولايته عليها من لدن سنة ثمان وستين إلى سنة سبع وثمانين ثم كان مهلكه أيام يوسف بن يعقوب كما نذكر ولما نازع محمد ابن اشقيلولة إلى السلطان بالجزيرة سنة ست وسبعين متجافيا له عن ولاية مالقة بعد وفاة أبيه الرئيس أبى محمد واستولى السلطان عليها واعتزم على الإجازة كما قدمناه وعقد على مالقة والغربية وسائر ثغورها وأعمالها لعمر بن يحيى بن محلى وكان أخوه طلحة بن يحيى ذا بأس وصرامة وقوة شكيمة واعتزاز على السلطان بمكان الخولة وهو الذي قتل يعقوب بن عبد الحق؟؟ سنة ثمان وستين كما قلناه وظاهر فتح الله الهدراى مولى السلطان ووزيره على قتال أبى العلاء بن أبي طلحة بن أبي قريس عامر المغرب بكدية العرايس بظاهر فاس سنة ثنتين وستين ونزع سنة أربع وسبعين إلى جبل آزروا عند مرجع السلطان من أمر مالقة وأجاز البحر إلى بلاد الريف ثم رجع إلى القبلة وأقام بين بنى توجين ثم أجاز إلى الأندلس سنة سبع وسبعين عندما أضرم نار هذه الفتنة بين هذا السلطان وبين ابن الأحمر والطاغية واحتل أسطول النصارى بالزقاق وانقطعت عساكر السلطان وراء البحر وأحس أخوه عمر صاحب مالقة باظلام الجو بينه وبين السلطان بما كان من أمر أخيه طلحة من قبل فلاطفه ابن الأحمر عند استقراره بغرناطة في مداخلة أخيه عمر في النزول على مالقة والاعتياض عنها بشلوبانية والمكب؟؟
طعمة وخاطبه في ذلك أخوه طلحة فأجاب وخرج ابن الأحمر بعساكره إلى مالقة وتقبض عمر بن محلى على زيان بن بو عياد قائد بنى مرين ومحمد بن اشقيلولة وأمكن ابن الأحمر من البلد فداخلها آخر رمضان من سنته وأنزل ابن محلى بشلوبانية واحتمل ذخيرته وما كان السلطان ائتمنه عليه من المال والعدد الجهادية واتصلت يد ابن الأحمر بيد الطاغية على منع أمير المسلمين من الإجازة وراسلوا يغمراسن بن زيان من وراء البحر وراسلهم في