يتر بيعين بحصن المسلى؟؟ فأظهرهم الله عليهم وهلك من النصارى ما يناهز سبعمائة من فرسانهم واستشهد فيها من أعياص بنى مرين عثمان بن محمد بن عبد الحق واستجر لطاغية بعدها الرئيس أبو محمد عبد الله أخو صاحب وادى آش إلى منازلة غرناطة فنازلها الطاغية وأقام عليها أياما ثم ارتحل وقد اعتز عليهم وأشفق السلطان على المسلمين وعلى ما نال ابن الأحمر من خسف الطاغية فراسله في الموادعة واتفاق الكلمة وشرط عليه النزول عن مالقة فرجع السلطان إلى إزالة العوائق عن شأنه من الجهاد وكان من أعظمها فتنة يغمراسن واستيقن ما دار بينه وبين ابن الأحمر والطاغية بن أخي أدفونش من الاتصال والاصفاق في تجديد الصلح والاتفاق فلج وكشف الوجه في العناد وأعلن بما وقع بينه وبين أهل العدوة مسلمهم وكافرهم من الوصلة وانه معتزم على طي بلاد المغرب فصرف أمير المسلمين عزمه إلى غزو يغمراسن وقفل إلى فاس لثلاثة أشهر من نزوله طنجة فدخلها آخر شوال وأعاد الرسل إلى يغمراسن لإقامة الحجة عليه والتجأ بمسالمة بنى توجين والتجافي عنهم لموالاتهم أمر المسلمين فقام يغمراسن في ركائبه وقعد ولج في طغيانه وارتحل أمير المسلمين من فاس سنة تسع وقدم ابنه أبا يعقوب في العساكر وأدركه بتازى ولما انتهى إلى ملوية تلوم في انتظار العساكر ثم ارتحل إلى تاسة ثم تاقيا وصمد إليه يغمراسن بحشود زناتة والعرب بحللهم وكافة ناجعتهم والتقت عيون القوم فكانت بينهما حرب وركب على آثارهما العسكران والتحم القتال وكان الزحف بخرزوزة من ملعب؟؟ سبعي ورتب أمير المسلمين مصافه وجعل كتيبته وكتيبة ابنه الأمير أبى يعقوب جناحين للعسكر واشتد القتال سائر النهار وانكشف بنو عبد الواد عندما أراح القوم وانتهب جميع مخلفهم وما كان في معسكرهم من المتاع والكراع والسلاح والفساطيط وبات عسكر أمير المسلمين ليلتهم في صهوات خيلهم واتبعوا من الغد آثار عدوهم واكتسحت أموال العرب الناجعة الذين كانوا مع يغمراسن وامتلأت أيدي بنى مرين من نعمهم وشأنهم ودخلوا بلاد يغمراسن وزناتة ووافاه هنالك محمد بن عبد القوى أمر بنى توجين لقيه بناحية القصبات وعاثوا جميعا في بلاده نهبا وتخريبا ثم أذن لبنى توجين في اللحاق ببلادهم وأخذ هو بمخنق تلمسان متلوما لوصول محمد بن عبد القوى وقومه إلى منجاتهم من جبل وانشريس حذرا عليهم من غائلة يغمراسن ثم أفرج عنها وقفل إلى المغرب ودخل فاس شهر رمضان من سنة ثمانين ثم نهض إلى مراكش فاحتل بها احدى وثمانين بعدها وسرح ابنه الأمير أبا يعقوب إلى السوس لتدويخ أقطاره ووافاه بمراكش صريخ الطاغية على ابنه شانجة الخارج عليه فاغتنم الفرصة في فساد بينهم
(٢٠٤)