واختاره العلامة في جملة من كتبه، وصرح شيخنا الشهيد الثاني في الروض بأنه المشهور بين المتأخرين. واختار شيخنا الشهيد في الذكرى الجواز وهو ظاهر الشهيد الثاني في الروض وتبعهما عليه جملة من متأخري المتأخرين: منهم - السيد السند في المدارك والمحدث الكاشاني في المفاتيح والفاضل الخراساني في الذخيرة وغيرهم. والمعتمد هو القول الأول.
ويدل عليه جملة من الأخبار: منها - صحيحة زرارة المتقدمة قريبا (1) وقوله (عليه السلام) فيها " أتريد أن تقايس؟ لو كان عليك من شهر رمضان أكنت تتطوع؟ إذا دخل عليك وقت الفريضة فابدأ بالفريضة ".
وصحيحته الثانية عن أبي جعفر (عليه السلام) (2) " أنه سئل عن رجل صلى بغير طهور أو نسي صلوات لم يصلها أو نام عنها؟ فقال يقضيها إذا ذكرها، إلى أن قال (عليه السلام) ولا يتطوع بركعة حتى يقضي الفريضة كلها ".
وصحيحة ثالثة له أيضا رواها في الذكرى وسيأتي نقلها كملا إن شاء الله في المسألة الآتية (3) وفيها " إذا دخل وقت صلاة مكتوبة فلا صلاة نافلة حتى يبدأ بالمكتوبة ".
وصحيحة رابعة له نقلها شيخنا الشهيد الثاني في الروض (4) والسيد السند في المدارك وشيخنا البهائي في كتاب الحبل المتين ولم أقف عليها بعد التتبع في كتاب الوافي الذي جمع فيه الكتب الأربعة ولا كتاب الوسائل الذي زاد فيه على ما في الكتب الأربعة ولكن كفى بالناقلين المذكورين حجة، والظاهر أن من تأخر عن شيخنا الشهيد الثاني إنما أخذها عنه، وهي ما رواه زرارة في الصحيح قال: " قلت لأبي جعفر (عليه السلام) أصلي نافلة وعلى فريضة أو في وقت فريضة؟ قال لا أنه لا تصلى نافلة في وقت فريضة أرأيت لو كان عليك من شهر رمضان أكان لك أن تتطوع حتى تقضيه؟ قال قلت لا.