العلمية كما تقرر في مواطنه. وآثر لفظ النبي لما فيه من الدلالة على الشرف والرفعة علي ما قيل إنه من النبوة وهي ما ارتفع من الأرض قال في الصحاح ان جعلت لفظ النبي مأخوذا من ذلك فمعناه أنه شرف علي سائر الخلق وأصله غير الهمز وهو فعيل بمعني مفعول.
والنبي في لسان الشرع من بعث إليه بشرع فان أمر بتبليغه فرسول وقيل هو المبعوث إلى الخلق بالوحي لتبليغ ما أوحاه. والرسول قد يكون مرادفا له وقد يختص بمن هو صاحب كتاب. وقيل هو المبعوث لتجديد شرع أو تقريره والرسول هو المبعوث للتجديد فقط. وعلى الأقوال النبي أعم من الرسول: والأمي من لا يكتب وهو في حقه صلى الله عليه وسلم وصف مادح لما فيه من الدلالة على صحة المعجزة وقوتها باعتبار صدورها ممن هو كذلك.
وذكر المرسل بعد ذكر النبي لبيان أنه مأمور بالتبليغ أو صاحب كتاب أو مجدد شرع بطريق أدل على هذه الأمور من الطريق الأولى وان اشتركا في أصل الدلالة على ذلك وايثار هذه الصفة أعني ارساله إلى الناس كافة لكونه لا يشاركه فيها غيره من الأنبياء.
وكافة منصوب على الحال وصاحبها الضمير الذي في المرسل والهاء فيه للمبالغة وليس بحال من الناس لأن الحال لا تتقدم على صاحبها المجرور على الأصح وعند أبي على وابن كيسان وغيرهما من النحويين أنه يجوز تقدم الحال على الصاحب المجرور. وقيل إنه منصوب على صيغة المصدرية والتقدير المرسل رسالة كافة ورد بأن كافة لا تستعمل إلا حالا. والبشير النذير المبشر المنذر وإنما عدل بهما إلى صيغة فعيل لقصد المبالغة. والآل أصله أهل بدليل تصغيره علي أهيل ولو كان أصله غيره لسمع تصغيره عليه ولا يستعمل الا فيما له شرف في الغالب واختصاصه بذلك لا يستلزم عدم تصغيره إذ يجوز تحقير من له خطر أو تقليله على أن الخطر في نفسه لا ينافي التصغير بالنسبة إلى من له خطر أعظم من ذلك وأيضا لا ملازمه بين التصغير وبين التحقير أو التقليل لأنه يأتي للتعظيم كقوله وكل أناس سوف تدخل بينهم * ذو هيبة تصفر منها الأنامل (1) وللتلطف كقوله * يا ما أميلح غزلانا شدن لنا * وقد اختلف في تفسير الآل على أقوال يأتي ذكرها في باب ما يستدل به على تفسير آله المصلى عليهم من أبواب صفة