الحرمي وقد احتج به مسلم في صحيحه، وقال الإمام أحمد: لا بأس بحديثه. وقال أبو حاتم الرازي: صالح. وقال علي بن المديني: لا يحتج به إذا انفرد وأخرج مالك عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ففعل ثم رجع فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان والثائر الشعث بعيد العهد بالدهن والترجيل.
وعن عبد الله بن المغفل قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الترجل إلا غبا رواه الخمسة إلا ابن ماجة وصححه الترمذي.
الحديث صححه ابن حبان قال المنذري: ولكن أخرجه النسائي مرسلا، وأخرجه عن الحسن البصري وعن محمد بن سيرين من قولهما. وقال أبو الوليد الباجي: هذا وإن كان رواته ثقات إلا أنه لا يثبت، وأحاديث الحسن عن عبد الله بن مغفل فيها نظر، وفيما قاله نظر، فقد قال الإمام أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي أن الحسن سمع من عبد الله بن مغفل غير أن الحديث في إسناده اضطراب. قوله: عن الترجل الترجل والترجيل تسريح الشعر. وقيل: الأول المشط والثاني التسريح. وقوله: إلا غبا أي في كل أسبوع مرة، كذا روي عن الحسن. وفسره الإمام أحمد بأن يسرحه يوما ويدعه يوما وتبعه غيره وقيل: المراد به في وقت دون وقت، وأصل الغب في إيراد الإبل أن ترد الماء يوما وتدعه يوما. وفي القاموس: الغب في الزيارة أن تكون كل أسبوع، ومن الحمى ما تأخذ يوما وتدع يوما. والحديث يدل على كراهة الاشتغال بالترجيل في كل يوم لأنه نوع من الترفه، وقد ثبت من حديث فضالة بن عبيد عند أبي داود قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهانا عن كثير من الارفاه وفي ترك الترجيل الأيام نوع من البذاذة وقد ثبت عند أبي داود وابن ماجة من حديث أبي أمامة قال: ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما عنده الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تسمعون ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الايمان إن البذاذة من الايمان قال أبو داود في سننه: إن البذاذة التقحل. وفي النهاية قحل إذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبلا انتهى. والارفاه الاستكثار من الزينة وأن لا يزال يهيئ نفسه وأصله من الرفه، وهو أن ترد الإبل الماء كل يوم فإذا وردت يوما ولم ترد يوما فذلك الغب قاله الخطابي في المعالم.