وقال البخاري: هو أصح شئ في المواقيت. وللترمذي عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين فذكر نحو حديث جابر إلا أنه قال فيه: وصلى المرة الثانية حين صار ظل كل شئ مثله لوقت العصر بالأمس. وقال فيه: ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل. وفيه:
ثم قال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت فيما بين هذين الوقتين قال الترمذي:
هذا حديث حسن.
أما حديث جابر فأخرجه أيضا ابن حبان والحاكم، وروى الترمذي في سننه عن البخاري أنه أصح شئ في الباب كما قال المصنف رحمه الله وأما حديث ابن عباس فأخرجه أيضا أحمد وأبو داود وابن خزيمة والدارقطني والحاكم وفي إسناده ثلاثة مختلف فيهم، أولهم:
عبد الرحمن بن أبي الزناد كان ابن مهدي لا يحدث عنه. وقال أحمد: مضطرب الحديث.
وقال النسائي: ضعيف. وقال يحيى بن معين وأبو حاتم لا يحتج به. وقال الشافعي: ضعيف وما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد. وقال ابن عدي: بعض ما يرويه لا يتابع عليه، وقد وثقه مالك واستشهد البخاري بحديثه عن موسى بن عقبة في باب التطوع بعد المكتوبة. وفي حديث: لا تمنوا لقاء العدو. والثاني: شيخه عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه. وقال فيه ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن سعد: ثقة.
وقال ابن حبان: كان من أهل العلم ولكنه قد توبع في هذا الحديث فأخرجه عبد الرزاق عن العمري عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن ابن عباس بنحوه.
قال ابن دقيق العيد: هي متابعة حسنة. والثالث: حكيم بن حكيم وهو ابن عباد بن حنيف، قال ابن سعد: كان قليل الحديث ولا يحتجون بحديثه. وحديث ابن عباس هذا قد صححه ابن عبد البر وأبو بكر بن العربي، قال ابن عبد البر: إن الكلام في إسناده لا وجه له، وأخرجه من طريق سفيان عن عبد الرحمن بن الحرث بن عياش فسلمت طريقه من التضعيف بعبد الرحمن بن أبي الزناد. وكذلك أخرجه من هذا الوجه أبو داود وابن خزيمة، قال أبو عمر: وذكره عبد الرزاق عن عمر بن نافع وابن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن الحرث بإسناده، وذكره أيضا عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن ابن عباس. وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي والنسائي بإسناد حسن،